أدهم العبودي.. رواج التصوف أم جودة الأدب؟

أدهم العبودي.. رواج التصوف أم جودة الأدب؟

13 يوليو 2017
(من اللقاء)
+ الخط -
ظاهرة التصوّف التي تعرف بروزاً في السنوات الأخيرة، بات لها انعكاس في الأدب، حيث تتوالى الروايات التي تضيء هذا النمط الديني/ الاجتماعي، من بينها آخر إصدارات الكاتب المصري أدهم العبودي، رواية "حارس العشق الإلهي"، التي جرى تقديمها الأسبوع الماضي.

غلاف الكتاب حمل عنواناً فرعياً؛ "التاريخ السري لمولانا جلال الدين"، وانطلاقاً منه يقول العبودي إن عمله "ليس برواية صوفية بالمعنى الشائع، وإنما رواية تاريخية تركز على التغيرات التي أحدثها الغزو التتاري، للدول الإسلامية على المستوى الاجتماعي والجغرافي والعقائدي".

يضيف المؤلف "دخول التتار إلى مدينة، كان يعني دمارها وقتل أهلها وتدنيس كافة دور العبادة إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو زرادشتية، لذلك هرب جلال الدين الرومي من مدينته خوفاً، وخلال رحلة هروبه التقى بشمس الدين التبريزي. الرواية ترصد في جزء منها هذه الرحلة، لكنها تبقى جزءاً ثانوياً وليست متناً رئيساً للرواية".

المفارقة بين عنوان وغلاف الرواية ومتنها، صنع حالة من السجال والجدل بين الحاضرين، وطرح العديد من الأسئلة حول الحضور المتزايد لـ "التصوّف" في المجتمعات العربية في السنوات العشر الماضية، وكيف تحوّل التصوّف إلى "موضة" ليس فقط على المستوي الديني، ولكن على المستويين الاجتماعي والثقافي، بصورة يغلب عليها الطابع الاستهلاكي والاحتفائي، وتظهر تمثلاتها بقوة في الغناء، والأدب، والدراما، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تبرز أشعار وحكم تنسب لمتصوفة كبار مثل أبو يزيد البسطامي، والحلاج، وابن عربي، وابن الفارض، وجلال الدين الرومي، وغيرهم.

رواج التصوّف بصورته الحالية، واجه نقداً كبيراً على صعيدين، الأول أشار إلى أن هذه الطريقة السطحية في التعامل مع التصوّف، تفقده قيمته وتحوّله لسلعة وتجارة، أما الثاني فيرى فيها ظاهرة مدعومة من السلطة بصورة غير مباشرة، بهدف مواجهة مد الجماعات السلفية وتيارات الإسلام السياسي.

العبودي الذي أُفرج عنه منذ عدة أيام، بعد التحقيق معه على خليفة بلاغ قُدم ضده، بسبب موقفه المعارض من تنازل النظام المصري عن جزيرتي "تيران" و"صنافير"، أكد أن تجربته مع السجن ومواجهة السلطة قصيرة للغاية، ولا تذكر إذا تم مقارنتها بتجارب أخرى لكتّاب معروفين مثل صنع الله إبراهيم، وأمل دنقل، وأحمد فؤاد نجم.

مقابل ذلك يقول إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم القبض عليه، ففي عام 2000 وحين كان عمره لا يتجاوز السابعة عشرة، شاهد صورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة، وهو في حضن والده وجنود الاحتلال الصهيوني يستهدفونهما، فتأثر بصورة كبيرة، وخرج مع مجموعة من أصدقائه ورسم صورة الدرة على جدران بيوت القرية، وكتب عبارات داعمة لفلسطين، فجرى اعتقاله وقتها لمدة أسبوع، وقد تركت هذه التجربة أثراً كبير في نفسه.

واختتم العبودي حديثه قائلاً "اعتقلت طفلاً لأني رسمت على الجدران، ومنذ أيام اعتقلت، لأني كتبت رأياً مخالفاً للسلطة، وهذا قدرنا".

المساهمون