أدرعي ... خيبة جيش الاحتلال

28 يوليو 2014
+ الخط -


لمن لا يعرف أفيخاي أدرعي، هو الناطق الرسمي باسم قطعان جيش الاحتلال الإسرائيلي، برتبة رائد. يعتقد أنه مؤثر، وقادر على زرع ما يعتقده صحيحاً من وجهة نظره الصهيونية، في عقول من تربوا على كره إسرائيل، لذا، يبث التغريدات والروابط باللغة العربية التي يتقنها، على صفحات "تويتر" و"فيسبوك" الخاصة به، ومتابعتها، ومناقشة من يعلقون عليها، والتواصل معهم، بهدف جرجرتهم صوب أهدافه، المرتبطة ضمنياً بأهداف دولته العدوة.

أضحت طريقته مدعاة للسخرية، وجعلت شباباً كثيرين يدخلون إلى صفحته، مع أن الدخول بحد ذاته غير محبذ، إلا أن تعليقات الشباب على روابطه لافتة للانتباه، خصوصاً أنها كشفت عن زيغه وضعفه، وأزمات أجهزته المخابراتية وتخبطها، ولهاثها المستميت وراء أي معلومة تخدمها، حتى وإن كانت صادرة عن طفلٍ لا يتعدى عمره العاشرة!

السخرية من هذه الشخصية باتت شائعة، وقد أبدع في رسمها شباب الخليل، وتم البناء عليها من الآخرين. أخيراً، أطل أدرعي عبر صفحته، مع بدء العدوان على غزة، مروجاً له، باعتباره عملاً أخلاقياً، ليرد له الشباب الصاع صاعين، بمجرد إعلان المقاومة أسرها الجندي شاؤول آرون، ما جعله ينكر ذلك، ليتراجع سريعاً ويعترف بنجاح المقاومة.

أحد الشباب الفلسطينيين دخل إلى صفحة أدرعي، معلناً أنه يعرف المكان الذي تخفي فيه كوادر المقاومة الجندي الإسرائيلي، فما كان منه إلا أن طلب من الشاب تزويده بالمعلومات، مقابل مكافأة مالية، الشاب رد عليه بأن الأسير موجود في حارة أبو النار، أحد أبطال مسلسل باب الحارة. وهذ الرد معاد من رد شاب آخر على الإمعة الصهيوني، وقت بحثهم عن المستوطنين الثلاثة في الخليل.

صفحة أدرعي في بداية انطلاقها شكلت نوعاً من التحدي، والدعاية المضادة، باعتبارها إحدى أدوات الحرب النفسية الصهيونية، وإحدى طرق جمع المعلومات، إلا أن الشباب العربي وخصوصاً الفلسطيني، عملوا على جعلها منصة للسخرية والاستهزاء من أدرعي وجيش الاحتلال، وقلبوا السحر على الساحر. فشل إسرائيل ليس محدوداً، كما يعتقد بعضهم، بل واسع، وأشد من أي فشل سابق لهم، الفشل يبدأ بجيش الاحتلال، ولا ينتهي بإعلامه الذي سقط صريعاً مع توالي ضربات المقاومة الباسلة، بل، أيضاً، في الاقتصاد وغيره من المجالات.

avata
avata
خالد عياصرة (الأردن)
خالد عياصرة (الأردن)