أخيراً.. تم استدعاء السفير الإسرائيلي!

09 ديسمبر 2014
+ الخط -

لا أدري ما سر القشعريرة، التي سرت في جسدي، حين طالعت منذ أيام خبراً عاجلاً ورد في إحدى وكالات الأنباء العربية، مفاده أن الخارجية الأردنية تستدعي السفير الإسرائيلي! ربما هو تعطشي لموقف رسمي شجاع، ينسف وضعية الانبطاح التي تهيمن على المشهد العربي الراهن! أو هو ذاك الشعور المنشود الذي يؤهلك للكفر سهواً حين تدعو الله شاكراً: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" .. إنها ذروة النشوة المتقطعة بين سرابين في رحلة البحث عن اللاممكن في حضرة السهل الممتنع.

نعم، يحدث في الوطن العربي أن يصبح الشجب مطلباً شعبياً، ومصدر فخر واعتزاز للشعوب العربية! يحدث في الوطن العربي أن يصبح استدعاء السفير الإسرائيلي مادة دسمة للتبجح أمام الملأ بأن القيادة العربية لن تبقى مكتوفة الأيدي، ولن تقبل باستباحة المسجد الأقصى، وقتل الفلسطينيين الأبرياء بدم بارد! وإن كانت هذه الخطوة قد جاءت متأخرة على بعد حربين ومجزرة، ولكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي!

كنت على مشارف الكفر سهواً، قبل أن أدخل إلى تفاصيل ذلك الخبر، لأجد أن الخارجية الأردنية لم تستدع السفير الإسرائيلي، دانيال نيفو، احتجاجاً على الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، بل لأن السفير أشار، في معرض حديثه عن العلاقات بين البلدين، إلى أن مجلس النواب الأردني لا يهتم إلا بالأمور الهامشية!

طلقة أخرى في جبين العروبة، يصعب معها النهوض لاستكمال مسيرة السعي بين سرابين! فتلك الإرادة المنشودة ما زالت سجينة خلف السور ذاته، الذي لم تُحدث فيه ثورات الربيع العربي سوى هذا الشرخ، الذي أتاح لنا أن نعبّر عن آمالنا وطموحنا بصوت مرتفع، وإن كان الثمن الأرواح، التي سقطت وتسقط في مزاد الحرب على البؤر الإرهابية! تلك البؤر المطاطية التي تتسع لكل شيء إلا.. الحليف الإسرائيلي!

مريحيل
مريحيل
علي أبو مريحيل
كاتب فلسطيني، عمل مراسلاً صحفياً في الصين لعدد من المؤسسات الإعلامية العربية. لديه العديد من المؤلفات والأبحاث والمقالات والتقارير الصحفية المرئية والمكتوبة.
علي أبو مريحيل