أحمد بدير "الديمقراطي": كلينتون الأكفأ وتُنافس "مجنوناً"

أحمد بدير "الديمقراطي": كلينتون الأكفأ وتُنافس "مجنوناً"

06 نوفمبر 2016
أحمد بدير: القلق بعد الانتخابات (العربي الجديد)
+ الخط -



قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء المقبل، التقى "العربي الجديد" عضو الحزب الديمقراطي، أحمد بدير، في حوار حول الانتخابات، وسياسة مرشحة الحزب هيلاري كلينتون، وحظوظها بالفوز في السباق إلى البيت الأبيض.

أحمد بدير، أميركي عربي، ناشط سياسي، مدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين، مقيم في تامبا بولاية فلوريدا، في الولايات المتحدة. هو مؤسس منظمة "أصوات المتحدة لأميركا"، وهي منظمة تسعى لتفعيل المشاركة السياسية للأقليات والأميركيين الجدد. ولد في مصر وهاجر إلى الولايات المتحدة مع والديه، وهو في سن التاسعة.

لماذا ترى هيلاري كلينتون الأكفأ في الوصول إلى مقعد الرئاسة الأميركي؟ وما هي أهم نقاط القوة لديها؟


كلينتون لديها خبرة أكثر (من منافسها الجمهوري دونالد ترامب)، حالة مزاجية مستقرة وثابتة، ولديها المعرفة والاختصاص المطلوبان لمكتب الرئاسة، إلا أنّ وجودها وارتباطها طويل المدى مع الحكومة في العديد من المهام والوظائف، قد جعلها تحت الأضواء والمجهر الشعبي لعقود، مما جعل الكثير من الأميركيين ينظرون إليها على أنها جزء من المؤسسة الحاكمة الحالية، وحوّلها إلى شخصية استقطاب بين الجمهور.

كيف ترى السياسة الخارجية لكلينتون والحزب الديمقراطي، ولا سيما حيال الشرق الأوسط؟ وما الفارق، في رأيك الشخصي، بينها وبين ترامب في هذا الملف؟

بصفة عامة، سياسة كلينتون الخارجية تتسم بمزيد من التشدّد والتدخل، مقارنة مع سياسة باراك أوباما. كما أنها ترى في هنري كيسنجر معلماً وثيقاً، مع أنّه ليس من دعاة السلام. هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل العديد من الديمقراطيين مترددين في دعمها بالكامل. كما أنّ وجهات نظرها في السياسة الخارجية هي أقرب إلى المحافظين الجدد من الليبراليين رافضي التدخل. وفي ما يتعلّق بالشرق الأوسط، بغضّ النظر عمن هو الرئيس، فإنّ السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة يُنْظَر إليها من خلال عدسة اللوبي الإسرائيلي. قد تختلف لغة الخطاب بعض الشيء، إلا أنّ لغة الأفعال والإجراءات والحقائق الجارية تقودنا إلى نفس النتائج. وقد يتميز ترامب بعض الشيء في ما يخص لغة الخطاب، من خلال مدحه الأنظمة الاستبدادية، إلا أنّ سياسات إدارته وأفعالها قد تكون مماثلة لإدارة كلينتون، مع وجود استثناء وحيد في ما يخص سورية، والتي وعدت كلينتون بفرض منطقة حظر جوي، يرفضها ترامب، كي لا يبدي أية مواجهة أو معارضة مع روسيا.

كيف ترى العلاقات المصرية الأميركية في حال فوز كلينتون؟

من المرجّح أن تستمر العلاقات الأميركية المصرية كما هي، إذ التقى كل من كلينتون وترامب بعبد الفتاح السيسي (الرئيس المصري) في الأمم المتحدة هذا العام. وقد تلجأ كلينتون إلى استخدام لغة أكثر صرامة مقارنة مع ترامب، كما قد تدعو إلى المزيد من الحريات والديمقراطية، إلا أنّ ذلك لن يغير شيئاً في سياسة الولايات المتحدة، والمرجحة إلى عدم التغيّر. كما أن مؤسسات صناعة السياسة الخارجية في واشنطن، تفضل بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، وتفضّل الاستقرار المؤقت، على إيجاد حلول طويلة الأجل. ولا تنس أنّ كلينتون قد أعلنت بوضوح وعلانية دعمها (الرئيس المصري المخلوع حسني) مبارك، أثناء الثورة المصرية عام 2011 حيث دعمته حتى نهاية المطاف.

ما أثر فوز ترامب على المسلمين؟ وكيف يمكن أن تساهم كلينتون برأيك في تحسين ظروف الأقليات والمسلمين؟

سيواصل ترامب وأنصاره توجيه أصابع اتهامهم نحو المسلمين والإسلام واللاجئين المسلمين، وتوصيفهم على أنهم "مشكلة". فقد قامت حملته الانتخابية بتقوية العصبية، بل وتطبيع الكراهية ضد المسلمين، وهذا أمر خطير جداً. ورأينا كيف تمت ترجمة هذا النوع من الخطاب المحرض إلى جرائم كراهية، بل وأحداث عنف ضد المؤسسات الإسلامية والأفراد. وقد ردت حملة كلينتون الانتخابية على أجندة ترامب المعادية للمسلمين، وذلك بتسليط الضوء على العائلات المسلمة الوطنية، مثل الكابتن خان، وهو جندي أميركي مسلم لقي حتفه في معركة (بالعراق) لإنقاذ حياة الجنود الأميركيين الآخرين. وقد قامت كلينتون بتعيين العديد من المسلمين ضمن فريق العمل الخاص بها، بما في ذلك حمى عابدين، وهي مسلمة أميركية من أصل باكستاني تعمل لدى كلينتون رئيسة للموظفين.

 ما هي رؤية كلينتون الاقتصادية؟ وهل تراها مشجعة للمواطن الأميركي؟

لقد تم تحسين خطة كلينتون الاقتصادية، وذلك بفضل الضغوط التي تعرّضت لها من قِبَل منافسها الديمقراطي، بيرني ساندرز، إذ إنّ خطتها الاقتصادية ترمي إلى مساعدة الطبقة الوسطى، وتَعِدُ بخلق المزيد من فرص العمل من خلال الاستثمار في مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق. كما أنّ هذه الخطة الاقتصادية تشمل حوافز أفضل لطلاب الجامعات والأسر العاملة.

هناك تسريبات من "ويكيليكس" عن كلينتون تتهمها بالفساد، وتلقي أموال من ديكتاتوريين عرب، بصفتك عضواً في الحزب الديمقراطي، كيف ترى ذلك في ضوء اتهامات الجمهوريين بأنها فاسدة ولا تصلح للرئاسة؟

تعتبر تسريبات "ويكيليكس" مشكلة يجب على الديمقراطيين، بل وجميع الأميركيين، أن ينتبهوا إليها. إلا أنّه ونتيجة لمنافسة كلينتون لشخص "مجنون" كترامب، فإنّ قضية الرسائل الإلكترونية لم تلق الانتباه الكافي، وذلك بسبب النظرة العامة إلى ترامب باعتباره التهديد الأكبر والأخطر. ولو افترضنا أنّه قد تم الإفراج عن هذه الرسائل أثناء الانتخابات التمهيدية، لكان ساندرز قد فاز بترشيح الحزب الديمقراطي. ولكي نكون أكثر وضوحاً فإنّ هذه التسريبات لا تظهر أنّ أسرة كلينتون قد تربّحت بصورة شخصية، إلا أنّ هذه التبرعات والأموال التي وردت، وتم التبرع بها من قِبَل أفراد وأشخاص مرتبطين بأنظمة استبدادية، قد تمّ التبرّع بها لصالح مؤسسة كلينتون الخيرية غير الحكومية.


ما هو موقف الشباب العربي والمسلم في أميركا من انتخاب كلينتون، في ضوء إعلان كثير من الشباب الأميركي عن عزوفه عن التصويت بعد خسارة بيرني ساندرز؟

يناضل العرب والمسلمون الأميركيون مع الخيارات المطروحة أمامهم في هذه الانتخابات. وكثير منهم يعتقدون أنّ سياسة كلينتون الخارجية ستستمر أو تتوسّع في حروب الشرق الأوسط، كما أنّها ستكون أكثر انحيازاً تجاه اسرائيل. في نفس الوقت يرون أيضاً مقترحات ترامب المعادية للمسلمين باعتبارها تهديداً أكبر. معظم الشباب الذين أعرفهم سيصوّتون ضد ترامب، أكثر من قناعتهم بأنّهم يصوّتون لصالح كلينتون.

يُتهم الحزب الديمقراطي وكلينتون بأنهما قريبان من الإسلاميين. هل هذا صحيح؟

الحزب الديمقراطي وكلينتون قريبان ومواليان للوبي الإسرائيلي. ويرى اللوبي الإسرائيلي أنّ الحركات الإسلامية تمثل تهديداً. لكن يسعى كل من كلينتون والحزب الديمقراطي إلى أن يكونا أكثر شمولاً ودمجاً للمواطنين الأميركيين المسلمين، إلا أنّ كليهما لا يدعمان الحركات أو الأحزاب الإسلامية. والدليل على ذلك عندما تمت الإطاحة بعنف بـ "الإخوان المسلمين" في مصر، لم يحتج أو يعترض الرئيس باراك أوباما أو الحزب الديمقراطي على ذلك، بل إنّهما لم يطلقا على ما حصل توصيف الانقلاب العسكري.

كيف تلخص رؤيتك العامة لهذه الانتخابات؟

هذه الانتخابات هي انعكاس لمدى حالة الانقسام والاستقطاب في الولايات المتحدة. كما أنّها تعكس أنّ الديمقراطية التي يسيطر عليها الحزبان ليست مستدامة خلال هذه الأوقات. ويبدو أنّ جمهور الناخبين لديه حالة من الإحباط تجاه الحكومة الاتحادية بالنظر إلى الخيارات المحدودة المطروحة أمامهم في هذه الانتخابات. كما أنّ مجموعات الأقليات، مثل المسلمين الأميركيين، قلقون بشأن ما سيحدث بعد يوم الانتخابات. هل سيكون هناك انتقال سلمي للحكومة؟ هل سيقبل المرشحون وأنصارهم بنتائج الانتخابات؟ والأهم من ذلك هل سيقبل الطرف الخاسر الشرعية بل ويحترم ويعمل مع المرشح الفائز؟ أسئلة كثيرة أيضاً تطرح لما بعد الانتخابات.