أحمد أبو خليل.. أنثروبولوجيا الفقر والاحتجاج
مثل العديد من بلدان العالم الثالث، يتركّز النقاش حول ظاهرة الفقر في الأردن على الأرقام والإحصائيات التي يتنازعها الجدل حول دقتها في مرات عديدة، وقراءتها من منظور اقتصادي بتعلّق بسوق العمل ومعدّلات البطالة والنمو غالباً، بحيث تندر الدراسات الاجتماعية والثقافية في هذا السياق.
"شاهد على الفقر.. أنثروبولوجي يتجول بين تفاصيل المجتمع الأردني، دراسات ومشاهدات" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" للباحث والكاتب الأردني أحمد أبو خليل، ويتضمّن نتائج دراسات ميدانية حول موقف الفقراء من فقرهم، ومبادراتهم الذاتية لمكافحته، وصور من المجالات الثقافية والاجتماعية، والمعيشية لهم، وظاهرة الاحتجاج والتنظيم الذاتي في أوساط الفقراء.
يشير المؤلّف إلى السؤال الذي كان يتكرّر بطرافة عند المسؤولين الجدد: "أين نجد الفقر؟"، منذ بدأ جولات ضمن إعداده لأطروحة الماجستير في الانثروبولوجيا الاجتماعية/ التنموية عام 1997، وتزامن ذلك مع تنفيذ توجهات "البنك الدولي" وشريكه "صندوق النقد الدولي" في تجريب أفكار لمكافحة الفقر سوف تنهار واحدة تلو الآخرى، بحسب مقدمة الكتاب.
في الفصل الثاني "فقراء الأردن.. ما حكّ جلدك مثل ظفرك"، يعتمد الباحث الطريقة نفسها في تقديم شهادات الفقراء حول واقعهم متنقلاً بين مدن وبلدات مثل الزرقاء وسوف وجرش ومخيم شنلر وقرى بني حسن والأغوار عبر تحليل طبيعة أشغالهم وتعامل الخطاب الرسمي معهم ووسائل الأعلام.
يدرس الفصل الثالث "الفقراء يحتجون" محطّات عدذة مع بروز ما أسماه ظاهرة "فقراء القطاع العام"، وتنظيم احتجاجاتهم ضمن شرائح كعمال اليماومة في وزارة الزراعة، وعمال مصفاة البترول، وشركة البوتاس، وغيرها، في إضاءة على واقع النقابات ووسائل الاحتاج ونتائجه.
أما الفصل الرابع "نحقيقات علمية/ اجتماعية"، فيشتمل على ستّ دراسات أجراها الباحث في جيوب الفقر منها واحدة في منطقة الرويشد 2014 بتكليف من وزارة التخطيط، وأربعة أخرى في العامين اللاحقين، ودراسة أخيرة حول حيّ الطفايلة في عمّان أجريت عام 2000، ونُشرت ضمن كتاب جماعي بعنوان "التاريخ الاجتماعي الأردني".