أتوتشا الإسبانية ... محطة قطارات تحولت إلى معلم سياحي

أتوتشا الإسبانية ... محطة قطارات تحولت إلى معلم سياحي

24 يناير 2017
محطة قطارات تحولت إلى مقصد سياحي (Getty)
+ الخط -
شغلت مدريد في السابق عاصمة الإمبراطورية الإسبانية، ولهذا السبب تراكمت فيها كنوز فنية ضخمة تُعرض اليوم في متاحف، كما أنّ مدريد تحوي عدة مناطق ثقافية وتاريخية هامة، مثل القصر الملكي والمسرح الملكي وغيرها، لكن هناك ميزة داخل محطة قطارات "أتوتشا" التي باتت تُشكل محطة خاصة للسياحة الإسبانية في العقود الأخيرة.
حين تدخلها، تشعر بأنك أمام مزيج غريب جداً من الآثار العريقة الرائعة مع الحداثة المذهلة، ومن العمارة الأوروبية الكلاسيكية الممزوجة بالتقنيات العلمية غاية في التقدم، وتتأكد أنك موجود في قلب تقاطع حسّي وجمالي للشرق والغرب معًا. حديقة "أتوتشا" في مدريد تتزاحم فيها الوجوه، مع حقائب السفر، والجمال الخاص بالطبيعة، كل ذلك إضافة إلى القطارات الحديثة والسريعة جداً، والأغرب، قيام محمية طبيعية صناعية مؤلفة من تجمع رائع للنباتات الاستوائية.
كل هذا وسط مدينة لا تنام، في شارع "غولييتا دي أتوتشا" المُتاخم، لـ "محطة قطارات أتوتشا".
تقع هذه المحطة على مساحة أربعة آلاف متر مربع، وهي مبنية في نفس المكان الذي شهد انقلابات على المحطة القديمة، بأخرى عصرية.
يزور هذه المحطة سنوياً ما يزيد عن تسعين مليون مسافر، ستون مليوناً منهم لأجل السفر إلى باقي محافظات إسبانيا، أو إلى الدول الأوروبية الأخرى، وذلك عن طريق استخدامهم القطارات السريعة والمُريحة، والتي تعتبر من أفضل وسائل السفر وأكثرها أماناً.
وتُعتبر "أتوتشا" المحطة المركزية، التي تنطلق منها كل القطارات، وبكل الجهات، ويجتازها أكثر من عشرة ملايين مُسافر، يستخدمون خطوط القطارات والمترو الموجودة داخل مدينة مدريد، كما يزورها، خمسة عشر مليون سائح، سنوياً، فهي تُشكل أحد ملامح مدريد السياحية بسبب هندسة مبانيها، والسبب الأهم هو وجود الحديقة الاستوائية الغريبة جداً، التي شُيدت عام 1992 مما جعلها تصبح مقصداً للسائحين ولو لوقت قليل قبل السفر، وانعكست طريقة الهندسة الداخلية التي تمتاز بها، لتُصبح أكثر حياة، وأقل تلوثاً، وذلك كي تستقطب المسافرين والسواح لقضاء أطول الأوقات فيها، وأمتعها بالرغم من أنها محطة للقطارات.
في حديقة "محطة أتوتشا" يوجد الآن أكثر من سبعة آلاف نبتة استوائية مختلفة، تعود أصولها لأكثر من مائتي وستين نوعاً نباتياً، معظمها مستورد من الهند، وأفريقيا، وأستراليا، وأواسط آسيا، ومن الغابات الاستوائية في الولايات المُتحدة الأميركية، وحتى من الصين، وهي مُجهزة بمساحات كبيرة، ودرجة حرارة مدروسة تتراوح بين 22 و28 درجة مائوية، وهي الحرارة المطلوبة لحياة هذه النباتات، ومعدل رطوبة دائمة بمعدل خمس وستين بالمائة، مماثل لدرجات الرطوبة الدائمة في المناطق الاستوائية.
الحديقة مغطاة بسقف عال جداً من "الكيستال والبورسلان" الذي يحافظ على بيئة قريبة طبيعية مُعتدلة، كما أنه يسمح بدخول الشمس التي تحتاجها هذه النباتات.
يقبل السائحون في الحديقة على تناول القهوة، والتقاط الصور التذكارية في انتظار مواعيد الرحلات، أمام مشاهد صُور مدهشة، من نباتات استوائية مختلفة أعدّت خصيصاً لغرض سياحي مختلف، غابة استوائية في قلب مدينة تضج بالمسافرين، تحيطها أشجار الكاكاو، والموز، وأشجار النخيل، وأشجار البلح الاستوائي، بالإضافة الى أشجار الكوا، ونباتات القهوة.
في السنوات الأخيرة، ترك الناس عدداً من السلاحف الصغيرة التي كانوا يعتنون بها ويربونها في بيوتهم، كي تنمو وتتكاثر ضمن الحديقة وطبيعتها المُناخية، وبإمكان كافة الزائرين مشاهدة كميات السلاحف الكبيرة والصغيرة التي تملأ المياه، والتي تتجمع على الحجارة، وبين الأشجار الاستوائية، وأشهرها سلاحف فلوريدا اللماعة، سلاحف الكاباراثون بلاندو. 
كل ذلك يدفع العديد من المسافرين إلى البقاء أطول وقت ممكن في "محطة قطارات" تتمتّع بالخدمات المطلوبة للزائرين، من مطاعم وأسواق إضافة إلى الحمامات المجانية، بعيداً عن ضوضاء وعناء السفر.

دلالات

المساهمون