أبناء الضفة محرومون من الأقصى

أبناء الضفة محرومون من الأقصى

11 يوليو 2014
قرّرت سلطات الاحتلال إغلاق الأقصى اليوم (getty)
+ الخط -

حلّت الجمعة الثانية من رمضان، ولم تنادِ مساجد الضفة الغربية المحتلة كعادتها عبر مآذنها: "على الراغبين بزيارة الأقصى التسجيل، هناك باصات ستقلّهم عند الثانية فجراً إلى القدس".

كان هذا النداء يدغدغ مشاعر الناس أكثر من نداء العيد، حتى أن بعضهم كان يطلق الألعاب النارية ابتهاجاً بجمعة الأقصى.

إنها المرة الأولى منذ انتهاء انتفاضة الأقصى، منذ أكثر من ثماني سنوات، التي ينقطع فيها فلسطينيو الضفة الغربية المحتلة عن الصلاة في المسجد الأقصى، وها قد أشرفت الجمعة الثانية من رمضان وقد اشتعلت غزة، ما يعني أن الاحتلال لن يسمح بالصلاة هناك.

في الجمعة الأولى، كان المسجد الأقصى في القدس المحتلة فارغاً من المصلين، لأن القدس اشتعلت غضباً على مستوطنين أحرقوا ابنها محمد أبو خضير حياً.

يقول الحاج أبو حازم، الذي يُجهّز نفسه للسفر، اليوم الجمعة، من جنين إلى القدس، برفقة زوجته: "في الجمعة الماضية، تمكنت من الدخول، وبالفعل وصلت الأقصى. كانت ساحاته فارغة، لم أدرِ ماذا أفعل، تجولت في مغارة هناك، صليت الظهر ورجعت الى البيت، كان الفراغ قاتلاً".

ويستبعد سائقو النقل العام في الضفة الغربية توجه الناس، اليوم الجمعة، إلى القدس. إذ قررت سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى، والسماح فقط لمَن تزيد أعمارهم عن 45 عاماً من الرجال بدخوله، بينما أغلقت حاجز قلنديا، شمالي القدس، وهو المعبر الرئيس لمدينة القدس، في كلا الاتجاهين.

ويقول سائق سيارة أجرة: "لم يتصل بي أحد ليحجز مقعداً في سيارتي إلى القدس، بينما في الأعوام السابقة في شهر رمضان، لم تكن السيارات تكفي للمصلين الذاهبين إلى الأقصى أيام الجمعة".

كل شيء مختلف هذا العام، وكثير من الناس لمسوا فراغاً في رمضان، لأنهم لم يزوروا القدس. فالاحتلال منع في الجمعة الأولى، مَن تقل أعمارهم عن الستين من الصلاة في الأقصى، نتيجة لاندلاع مواجهات كبيرة بين المقدسيين وقوات الاحتلال، في ما عُرف بـ"انتفاضة القدس" والداخل الفلسطيني بعد استشهاد محمد أبو خضير.

ويقول إمام مسجد إحدى القرى في محافظة جنين، أسامة سليمان: "لا أعتقد ستخرج باصات إلى القدس. مَن سيذهب في ظل هذه الظروف؟ الناس يخشون التعرّض لأذى من المستوطنين". ويضيف سليمان أنه "في الجمعة الماضية، لم يذهب من قريتنا أحد للصلاة في الأقصى".

واعتاد فلسطينيو الضفة أداء صلاة كل أيام الجمعة من شهر رمضان في أولى القبلتين، وسمح الاحتلال في الجمعة الثانية من رمضان، لمَن هم فوق الخمسين من الرجال، والأربعين من النساء، بدخول القدس للصلاة، لكن كبار السن هؤلاء يخافون الاختناق بالغاز المسيل للدموع، وسواطير المستوطنين.

المساهمون