أبرز خروق النظام السوري في الهدنة: تقدّم بحربنفسه والمرج

أبرز خروق النظام السوري في الهدنة: تقدّم بحربنفسه والمرج

03 مارس 2016
تُفشل المعارضة كل محاولات تقدم النظام (عامر المحباني/فرانس برس)
+ الخط -
سجّلت خروق كثيرة من قبل النظام السوري وروسيا منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية يوم السبت الماضي، إلّا أن خرق الاتفاق عبر التقدّم براً كان فقط عبر منطقتَي المرج (الغوطة الشرقية)، وحربنفسه (جنوب ريف حماة). وهو ما يفسّر أهمية هاتين النقطتَين بالنسبة للنظام وتفضيلهما على بقية المناطق، على الرغم من أنهما خاليتَان من أي وجود لـ"جبهة النصرة"، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وبالإضافة إلى وقف الهجمات بأي سلاح، بما في ذلك القصف الجوي السوري والروسي ضد جماعات المعارضة المسلحة (التي أكدت التزامها بوقف إطلاق النار)، أعلن النظام السوري التزامه وقبوله لأحد بنود الاتفاق الذي ينصّ على "الامتناع عن حيازة أو السعي لامتلاك أراضٍ خاضعة لطرف آخر". وهو ما خرقه النظام في الغوطة الشرقية بريف دمشق عبر السيطرة على مناطق خاضعة للمعارضة، ويحاول تحقيقه في قرية حربنفسه جنوب ريف حماة.

لم يصبر النظام السوري أكثر من يوم واحد في قرية حر بنفسه على الالتزام بوقف الأعمال العدائية، وكان الخرق الأول له جواً على القرية. أمطر الطيران الحربي السوري القرية بثماني غارات وسط محاولة للتقدم من جهة حاجز المداجن، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة. واستمر القصف جواً وبراً وسط محاولات للتقدّم من دون جدوى على الرغم من الاستعانة بالغارات الروسية.

على الطرف الآخر، لم يشفع لجوء مقاتلي المعارضة السورية للولايات المتحدة بصفتها مراقباً لاتفاق وقف إطلاق النار، بعد اتصال حركة "تحرير حمص" مع مكتب وزارة الخارجية الأميركية وإخباره عن خروق عدة حدثت في قرية حربنفسه ونيّته التقدّم نحوها. ويقول المتحدث باسم حركة "تحرير حمص"، صهيب العلي لـ "العربي الجديد" إنّ "الهدنة مرّت على كافة مناطق سورية متقطعة إلّا في حر بنفسه، إذ حاولت قوات النظام، منذ اليوم الأول للهدنة التقدم نحوها بمساندة الطيران الروسي والحربي السوري تخلّله قصف عنيف من كتيبة الهندسة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، مستغلة الهدنة للتقدم على حساب الجيش السوري الحر، وفشلت بذلك".

ويوضح العلي أنّ "الجيش الحر لا يزال ملتزماً بالهدنة، وأصدرت غرفة عمليات حر بنفسه بياناً تدين فيه اختراق الهدنة من قبل قوات النظام مع صمت دولي"، مبيّناً أن " قرية حر بنفسه خالية من جبهة النصرة وداعش". وحول أهمية القرية وحرص النظام على السيطرة عليها متجاوزاً الاتفاق الأميركي ـ الروسي، يلفت المتحدث باسم "الحركة"، إلى أن "قرية حر بنفسه تعتبر الممر الرئيسي لإدخال المواد الغذائية إلى ريف حمص الشمالي. وتعتبر حداً فاصلاً بين حمص وحماة، والنظام يريد اقتحام ريف حمص الشمالي من خلالها بعد فشله باقتحامه من جهة تير معلة، والغنطو، والدار الكبيرة. كما أنّ القرية تحتوي على محطة الزارة الكهربائية. وبسبب المواجهات في حر بنفسه وقطع الطريق على ريف حمص الشمالي، فإن الأهالي محاصرون ولا يوجد رغيف خبز في المنطقة".

اقرأ أيضاً: تاريخ من محاولات الهدن السورية... حبر على ورق

ويشير العلي إلى أن "المجلس المحلي في ريف حمص الشمالي طالب بتقديم الدعم الدولي أو من المعارضة، مؤكداً أنّه إذا لم يحصل عليه سيقدّم استقالته خلال عشرة أيام. خلاصة الحديث، الريف الشمالي يتعرض لمجاعة كبيرة". وكانت الحملة العسكرية بدأت على قرية حر بنفسه مع قرية كيسين المجاورة قبل نحو شهر من بدء الاتفاق. وهدفت، منذ ذلك الوقت، قوات النظام التي تعتمد سياسة الأرض المحروقة، إلى فرض حصار خانق على المنطقة وتجويع ساكنيها، عبر إغلاق معابر تير معلة، وتل عمري ومن ثم جنان في ريف حماة الجنوبي. ثم بدأت معركة في ريف حماة الجنوب الغربي جبهتها قرية حر بنفسه المجاورة لمنطقة الحولة، وفقاً للمتحدث ذاته.

وهدفت قوات النظام من فتح معركة في كيسين إلى الشرق من منطقة الحولة إلى تحقيق هدفَين، أوّلهما عزل منطقة الحولة بشكل كامل عن ريف حمص الشمالي من خلال قطع الطريق الوحيد الذي يربطها بمناطق الرستن، وتلبيسة مروراً بكيسين. والثاني إشغال المقاتلين عن المعارك الدائرة في قرية حر بنفسه واستنزافهم على جبهات أخرى، بحسب العلي.
 
أمّا في المرج التابعة للغوطة الشرقية في ريف دمشق، فكانت حملة النظام السوري البرية المدعومة بالطائرات الروسية بدأت قبل نحو شهر من اتفاق الهدنة في المنطقة. حدثت حينها معارك كرّ وفرّ، وأفشلت قوات المعارضة محاولات النظام العديدة للسيطرة على منطقة المرج بشكل كامل.

وخرقت قوات النظام الهدنة، منذ اليوم الأول، في منطقة المرج، إذ حاولت التقدم من جبهة بالا، لكن "جيش الإسلام" تمكّن من قتل "أكثر من 45 عنصراً من المليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام، والتي حاولت التقدّم باتجاه عمق الغوطة من جهة المرج"، بحسب بيان "جيش الإسلام". في المقابل، تمكّنت قوات النظام من إحراز بعض التقدم في محاور تل فرزات، والبلالية، وحرستا القنطرة، قبل أن تسيطر، أخيراً، على مبنى الفضائية، وبناء المعهد الزراعي (خرابو) بعد اشتباكات مع فصائل "غرفة العمليات المشتركة" التابعة للمعارضة. وهدفت قوات النظام السوري من خلال ذلك، إلى قطع الطريق الواصل بين مدينة حرستا وبلدة بيت نايم، للتقدم باتجاه بلدات النشابية، وحرستا القنطرة، وبيت نايم. وستتمكن من تحقيق ذلك، في حال استمر الصمت الدولي على هذه الخروق.

اقرأ أيضاً: طرح روسي لتقسيم سورية... خطة موسكو "البديلة"؟