أئمة وخطباء مساجد فلسطين يعلنون رفضهم لاتفاقية التطبيع الإماراتية

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
19 اغسطس 2020
أئمة وخطاء وسدنة مساجد فلسطين يعلنون رفضهم لاتفاقية التطبيع الإماراتية
+ الخط -

أعلن أئمة مساجد فلسطين وخطباؤها، اليوم الأربعاء، رفضهم لاتفاقية التطبيع الإماراتية الأميركية الإسرائيلية خلال وقفة نظموها أمام مقر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في مدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

وجاءت الوقفة بمشاركة من وزارة الأوقاف وموظفيها. ورفع المشاركون لافتة تؤكد رفض الأئمة ووزارة الأوقاف للاتفاق الذي سمّوه "الاتفاق الثلاثي العدواني بحق القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية وبحق المقدسات الإسلامية"، وأكد الخطباء، في بيان لهم، رفض زيارة القدس والأقصى وفق اتفاق التطبيع.

وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حسام أبو الرب، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الوقفة عبّرت عن موقف وزارة الأوقاف الرسمي المنسجم كلياً مع ما طالبت به القيادة الفلسطينية بضرورة أن تكون القضية الفلسطينية أولوية عربية وإسلامية".

وأضاف أبو الرب: "نادينا وننادي جميع الأمة بأسرها لزيارة فلسطين والوقوف إلى جانب السجين، لكن عبر البوابة الفلسطينية، أما التطبيع وما إلى ذلك، فهو مرفوض من قبل وزارة الأوقاف وأبناء الشعب الفلسطيني بأسره".

وتابع أبو الرب: "ما أقدمت عليه الإمارات أمر مرفوض فلسطينياً وتم بجنح الظلام، وهو تجاوز للقرارات العربية؛ هناك قرارات قمة عربية ومبادرة سلام عربية وقرارات للقيادة الفلسطينية متمسكون بها، وندعو الأمة بأسرها إلى التمسك بما يصدر عن الفلسطينيين".

من جهته، قال مسؤول الأئمة والخطباء الشيخ عمر سلامة، في بيان ألقاه نيابة عنهم: "إنهم يرفعون الصوت عالياً في وجه الظلم والظالمين مستنكرين رافضين ما أقدم عليه حكام الإمارات من اتفاق ثلاثي عدواني: أميركي، إسرائيلي، إماراتي، بحق القضية الفلسطينية".

وأكد الشيخ سلامة، في كلمته، أن فلسطين والمسجد الأقصى بحدوده المعروفة والبالغة 144 دونماً، هي حق خالص للمسلمين وحدهم ولا يجوز لأي كان أن يقول بأحقيته لغيرهم، مشدداً على أن زيارة القدس والأقصى تحت مظلة الاحتلال وحماية المحتل خيانة لله والرسول وخيانة للقضية الفلسطينية.

وأكد سلامة، في الكلمة، أن الجهة المخولة بالحديث في الشأن السياسي وخيارات الحل الوطني هي منظمة التحرير الفلسطينية، وأن القدس رغم ما تتعرض له من عدوان وهجمة احتلالية، تجمع هوية وحدوية تسامحية رافضة للعدوان وتلفظ كل المفرطين والمستسلمين والمطبعين.

ودعا سلامة حكام الأمة وقادتها للوقوف وقفة عز وشرف إلى جانب فلسطين وشعبها وقيادتها، والوقوف أمام "كل أصحاب النفوس المريضة المهرولين نحو العدو المجردين من عروبتهم وقوميتهم ودينهم"، حسب وصف البيان الذي ألقاه سلامة.

في سياق آخر، نظمت محافظة القدس وفعالياتها الرسمية والوطنية والشعبية اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر المحافظة بضاحية البريد في القدس، شارك فيها رجال دين مسلمون ومسيحيون وممثلون عن الفعاليات والمؤسسات والهيئات والبلديات والمجالس المحلية ووجهاء وعشائر القدس الشريف، عبروا فيها عن رفضهم المطلق للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي والتفافهم حول موقف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية والتشديد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني.

وصدر عن الوقفة بيان أعلن فيه المحتجون رفضهم لكل أشكال التطبيع، وأي علاقة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي المغتصب للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وأراضي دولة فلسطين، مؤكدين أن الموقف المقدسي من الاتفاق الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي، هدفه الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني؛ المتمثل بالدولة والحرية والاستقلال.

ودعا البيان دولة الإمارات إلى التراجع عن موقفها والعودة من جديد إلى رشدها، وأن تكون في صف الحق الفلسطيني القائم على المبادئ الدينية والشرعية الدولية، ودعا ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى أن يكون محافظاً على إرث والده الشيخ زايد، الذي تذكره فلسطين والقدس ومقدساتها ببالغ التقدير والاحترام لدعمه ووقوفه مع فلسطين وقيادتها وشعبها ونضالها من أجل الحرية والاستقلال.

فعالية فلسطينية ضد التطبيع الإماراتي (العربي الجديد)

وأكد البيان أن الاتفاق يمثل انقلاباً على ميثاقي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وقرارات القمم العربية والإسلامية الداعمة للحق الفلسطيني، ومقدمة للانقلاب على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس والمسجد الأقصى المبارك ( ستاتيكو)، وانقلاباً على الوصاية الهاشمية.

وأشار البيان إلى عدد من المؤشرات على مواقف الإمارات التي باتت تضعف موقف القضية الفلسطينية، ومن أهمها إفشال شبكة الأمان العربية بعد إعلان ترامب المشؤوم، والمشاركة في الحصار المالي والسياسي على القيادة والشعب الفلسطيني، ومحاولة إفشال التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للأمم المتحدة، والانضمام إلى بعض المعاهدات والمواثيق الدولية.

كما ذكر البيان أن الإمارات تتدخل بشكل سافر في تعزيز الانقسام الفلسطيني وإطالة أمده والمشاركة في الضغط على دول أفريقيا وأميركا اللاتينية وشرق آسيا، لدفعها باتجاه إقامة علاقات مع دولة الاحتلال أو نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة والتدخل في طبيعة عمل الصناديق العربية والإسلامية.

ذات صلة

الصورة
المخيم من أجل غزة في حديقة قبالة مقرّ البرلمان الألماني في برلين - نوفمبر 2024 (ربيع عيد)

مجتمع

أعادت مجموعة من الناشطين الألمان نصب مخيمها الاحتجاجي "لأجل غزة" أمام "البوندستاغ" في برلين، احتجاجاً على استمرار ألمانيا في تزويد إسرائيل بالسلاح.
الصورة
أضرار جراء هجوم صاروخي من لبنان على شمال نهاريا، 25 سبتمبر 2024 (جاك غويز/فرانس برس)

سياسة

في الوقت الذي تتواتر فيه مشاهد العائدين إلى الجنوب اللبناني، يظل الوضع أكثر هدوءاً في المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان، شمال إسرائيل.
الصورة
أطفال وأمطار في مخيم في دير البلح - وسط قطاع غزة - 24 نوفمبر 2024 (علي جاد الله/ الأناضول)

مجتمع

أفاد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة بأنّ خيام النازحين الفلسطينيين تعرّضت لأضرار جسيمة من جرّاء الأمطار وغرقت في مياهها، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم معاناتهم.
الصورة
صندوقة خاض تجربة مريرة بسجون الاحتلال في مقتبل العُمر (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى المدرب الفلسطيني أيمن صندوقة، صاحب الأكاديمية الرياضية التي دمرها الاحتلال في منطقة شمال غرب القدس، لـ "العربي الجديد"، تجربته القاسية مع حلمه.