Skip to main content
آمال للقضاء على السرطان بعلاجات واعدة
سوزان برباري ــ بيروت
ثمة تطور هائل في علاج السرطانات (Getty)

تتكثف الجهود الطبية من خلال الأبحاث العلمية الأخيرة، في محاولة لمنح أمل جديد للمصابين بالسرطان. ويصار إلى الحديث أخيراً عن أن الشفاء منه محسوم. ما الذى طرأ، بعدما عجز الطب عن التصدي لهذا المرض الفتاك في السنوات الماضية؟

"الوجع لا يرحم. والشعور بأنك في صراع دائم ما بين الحياة والموت لا يوصف، خصوصاً عندما تعلم بأنك مصاب بسرطان الرئة من جرّاء إدمانك التدخين". بحسرة يشكو طوني سليمان (45 عاماً) وهو أب لثلاثة أولاد، حاله. يضيف: "بعد كل جلسة كيميائية، أشعر بأن صحتي تراجعت. العلاج قوي جداً. يا ليتهم يجدون لنا دواء قريباً يخلصنا من هذا المرض". ويتابع: "لا أحد يعرف قيمة الصحة إلا من خسرها. فكيف إذا كان ربّ عائلة؟ الهمّ الكبير، وهو كيف أستمر في إعالة أسرتي وأنا أصارع الموت".

من جهتها، تخبر سهى جابر عن معاناتها مع ابنتها سيلين البالغة من العمر ستة أعوام المصابة بسرطان الدم. هي تقضي معظم وقتها معها في المستشفى حيث تتلقى علاجها. تقول: "ما أصعب أن تكتشف أن فلذة كبدك مصابة بالسرطان. صحيح أن الأطباء يمنحوننا أملاً في الشفاء، إلا ان المرحلة الصعبة التي نعيشها لا توصف. ابنتي تصرخ ألماً في خلال العلاج، فجسدها الصغير تعب من الحقن والأمصال. وها نحن اليوم معلقون بشباك الهواء، على أمل الخلاص من هذه الدوامة الأليمة".

التدخين جريمة

نتوجّه إلى أهل الاختصاص للسؤال عن أي تقدّم علاجي مستجدّ، للحد من السرطان ومعاناته. الدكتور نجيب جهشان متخصص في جراحة الأمراض السرطانية يقول لـ "العربي الجديد": "للأسف ما من إحصاءات في لبنان لتحديد عدد المصابين بالسرطان. لكن بحسب ما نملك من بيانات، تصيب الأمراض السرطانية في لبنان نحو 150 شخصاً من كل 100 ألف سنوياً، وأكثر السرطانات عند النساء سرطان الثدي في حين يكثر عند الرجال سرطانات الرئة والمثانة والبروستات".

يضيف جهشان أن "التقدم في هذا المضمار يكمن في الكشف المبكر عن السرطان. فكلما أتى ذلك أبكر، كلما كانت نسبة الشفاء أعلى. و50 في المائة من الأمراض السرطانية المكتشفة مبكراً، شفيت كلياً. من هنا نشدد على أهمية الوقاية، لا سيّما من التدخين الذي يعدّ جريمة صحية. هو يزيد الإصابة بالسرطان بنسبة 30 في المائة، من دون أن ننسى نوعية الأكل والهواء والاستعداد الوراثي والهرمونات".

ويوضح جهشان أنه "على الرغم مما توصلنا إليه من تطوّر علاجي كالعلاجات المهدّفة التي تخفف من انتشار السرطان في الجسم، إلا أن من الضروري معرفة أنه كلما تأخرنا في الكشف عن السرطان، كلما أتى الضرر أسوأ".

اقرأ أيضاً: انبعاثات دواخين معمل الذوق تهدّد السكان  

علاج مشخصن

من جهته، يبدو الدكتور جوزف قطان المتخصص في الأمراض السرطانية متحمساً لإطلاع الناس على جديد العلاجات الطبية في هذا المجال. يقول لـ "العربي الجديد" إن "ثمة تطوراً هائلاً في علاج السرطانات ألا وهو العلاج المشخصن. نحن بتنا نداوي كل حالة سرطانية بدقة متناهية بعد كشف نوعها من خلال الفحص المتطور للحمض النووي، لتحديد المضادات الحيوية لكل نوع التهابات. وبهذه الطريقة العلاجية الجديدة، بتنا نعطي الدواء بحسب الحالة المشخصة. وهذا الفحص المتطوّر يساعدنا كثيراً في تحديد أنواع علاجات السرطان وبالتالي ترتفع نسبة الشفاء".

ويرى قطان أن هذا العلاج الجديد يُعدّ "ثورة طبية علاجية، إذ إن فحص الحمض النووي وضعنا أمام لائحة من العلاجات المهدّفة. وأصبح لكل ورم مثلاً عند شخص مصاب، علاج مهدّف". ويشير إلى أن "كلفة هذا الفحص الطبي تصل إلى سبعة آلاف دولار أميركي وهو متوفّر في أربعة مختبرات في العالم، من بينها واحد في الولايات المتحدة الأميركية. ونحن نرسل عيناتنا إلى هناك، ليصار إلى تحديد أنواع الأورام، خصوصاً لدى المصابين بالأورام النادرة التي لا تتوفر لها خيارات علاجية".

علاج مناعي

إلى ذلك، يتحدّث الدكتور فادي نصر المتخصّص في الأمراض السرطانية عن علاج مناعي جديد. يقول لـ "العربي الجديد" إنه "تقدّم هائل في عالم علاج السرطان، من شأنه أن ينجح في جعل 30 في المائة من الناس يشفون كلياً من سرطان الجلد مثلاً وسرطان الدم الحاد. فقد بات بالإمكان استخدام أدوية للمناعة تحدد الخلايا السرطانية وتقتلها في المكان المناسب من دون أي تأثيرات جانبية". يضيف: "وذلك بعدما لمسنا شفاءً من سرطان الرئة بنسب عالية. لكن هذه العلاجات مكلفة جداً". وأبرز ما يشدّد عليه نصر في هذه المسألة هو "التقدم الذي وصلنا إليه، وهو أن أي خلايا مناعية في الجسم صارت قادرة على القضاء بذاتها على السرطان".

اقرأ أيضاً: أمراض القلب تتهدّد اللبنانيين الذكور