آلاف الإيرانيين يقتحمون منفذاً حدودياً عراقياً للمشاركة في جنازة

آلاف الإيرانيين يقتحمون منفذاً حدودياً عراقياً للمشاركة في جنازة

09 يوليو 2020
اقتحم أتباع الطريقة الكسنزانية المنفذ وهم يحملون السكاكين والآلات الحادة (تويتر)
+ الخط -

اقتحم آلاف الإيرانيين منفذ "باشماخ"، الحدودي الذي يربط محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق بالحدود الإيرانية، للمشاركة في تشييع جنازة شيخ "الطريقة الكسنزانية"، الصوفية، محمد عبد الكريم الكسنزاني، الذي توفي السبت الماضي، عن عمر يناهز 82 عاماً.
وقالت مصادر أمنية بالسليمانية أنّ القوات الأمنية لم تتمكن من السيطرة على آلاف الأشخاص الذين توجّهوا نحو حدود العراق، وأكّدت لـ "العربي الجديد" أنّهم اقتحموا المنفذ وهم يحملون السكاكين والآلات الحادة التي يستخدمها أتباع الطريقة في طقوسهم الدينية.
ولفتت إلى أنّ الإيرانيين اتّجهوا صوب مركز مدينة السليمانية، متجاوزين نقاط التفتيش لقوات الأمن الكردية المحلية "الأسايش"، التي أطلقت النار في الهواء لمنعهم من التقدم، إلاّ أنّها لم تتمكن من ذلك.
وأكّد المشرف على معبر باشماخ، اللواء مريوان كمال، أنّ آلاف الإيرانيين الذين كانوا يحملون السيوف والخناجر، قاموا بقتل عدد من عناصر الأمن الإيرانيين قبل أن يدخلوا الحدود العراقية. وأضاف في تصريح صحافي أنّهم لم يخضعوا للفحوص الخاصة بفيروس كورونا.
وتابع أنّ "دخولهم جاء بهدف حضور مجلس عزاء مرشد الطريقة الكسنزانیة، الشیخ محمد الكسنزاني وهم الآن في طریقهم إلی السليمانية".
ونشرت وسائل إعلام كردية مقاطع فيديو، قالت إنّها لأتباع الطريقة الكسنزانية من الإيرانيين وهم يعبرون الحدود باتجاه العراق، سيراً على الأقدام.

شاهد || أتباع الطريقة الكسنزانية يقتحمون معبر باشماخ الحدودي بالسيوف والخناجر قادمين من #ايران للمشاركة بمراسم دفن زعيم الطريقة الصوفية الكسنزانية في العالم "محمد عبدالكريم الكسنزاني"#العراق pic.twitter.com/BTyPqehThG

— Hind (@Hi95nD) July 9, 2020


 كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تشير إلى فقدان السيطرة على منفذ باشماخ.
وقال حساب "جيا هاركي" على موقع "تويتر"، إنّ قوات الأمن فقدت السيطرة على المنفذ الحدودي مع إيران، "بعد مهاجمته من قبل دراويش ودخولهم لإقليم كردستان من دون إجراء الفحوص الطبية والإجراءات القانونية".
كما أوضح الناشط حمزة الحردان، أنّ المنفذ خرج عن السيطرة بعد "توجه قرابة  5 آلاف شخص من إيران، وهم أتباع الطريقة الكسنزانية، من أجل المشاركة في مراسم دفن شيخ الطريقة محمد الكسنزان".

فقدان السيطرة على منفذ باشماخ الحدودي مع ايران بعد مهاجمته من قبل دراويش ودخولهم لإقليم كوردستان من دون اجراء الفحوصات الطبية والاجراءات القانونية pic.twitter.com/3Qubp6PwLS

— chia harki (@chiaharki3587) July 9, 2020

ومن المنتظر أن يصل جثمان محمد عبد الكريم الكسنزاني المولود عام 1938 في الولايات المتحدة الأميركية إلى إقليم كردستان لدفنه هناك.
وكان شيخ "الطريقة الكسنزانية" يتنقّل بين بغداد وإقليم كردستان، حتى احتلال العراق عام 2003،  قام حينها بنقل مقرّ إقامته إلى العاصمة الأردنية عمّان التي غادرها في فبراير/شباط الماضي إلى أميركا، في رحلة علاجية ليفارق الحياة هناك.
و"الكسنزانية" واحدة من الطرق الدينية الصوفية في العراق، واسمها الطريقة العلية القادرية الكسنزانية، ويقع مقرها الرئيسي بمحافظة السليمانية، ولها فروع في محافظات أخرى.
ومن أشهر طقوسها تنظيم حلقات ذكر يقوم خلالها أتباعها، بضرب أنفسهم بسكاكين وآلات حادة في بعض أماكن الجسم، مثل اللسان والبطن دون شعورهم بالألم، ويعدّون ذلك "كرامة خارقة"، بحسب اعتقادهم.