آدم أوناس... آن لمحرز أن يخاف على مكانته

آدم أوناس... آن لمحرز أن يخاف على مكانته

23 مارس 2019
آدم أوناس نجم نابولي والجزائر (Getty)
+ الخط -
سقط المنتخب الجزائري في فخ التعادل أمام ضيفه المنتخب الغامبي، في إطار تصفيات كأس أمم أفريقيا المقررة في مصر الصيف المقبل، ورغم شكلية اللقاء بالنسبة لأشبال بلماضي، لكونهم قد ضمنوا التأهل رسمياً في مباراة توغو، إلا أن رغبة المنتخب الضيف في لعب آخر حظوظه أعطت للّقاء بعض الندّية، كل هذه المعطيات جعلت المدرب الوطني الجزائري يستغل الموقف ويجرب أكبر عدد من اللاعبين، الذين لم يسبق لمعظمهم أن لعبوا أساسيين منذ قدومه على رأس العارضة الفنية للخضر.

إن كان التعادل مخيباً للجميع، إلا أن الهدف الأساسي من اللقاء كان مثمراً جداً، فقد تمكن الجميع من رؤية بعض النجوم الشباب، وكذلك للمدرب الذي رسم في مخيلته التعداد الذي سيذهب به إلى مصر، إذ وضعت بعض الأسماء أنفسها في أحسن رواق، على غرار الشاب هيثم لوصيف الذي طمأن مدربه أنه سيكون أحسن بديل للنجم الشاب يوسف عطال، نظراً للتشابه الكبير بينهما من حيث الإمكانات وأسلوب اللعب، كذلك الأمر للصغير بوداوي صاحب 19 سنة، الذي بات ثالث أصغر لاعب يلعب مباراة رسمية مع الجزائر، والذي كشف عن مستوى مميز، وكذلك الأمر لبن ناصر الغني عن التعريف الذي يتألق من جولة لأخرى في إيطاليا، إذ بات مطمع كبار الكالتشيو، وهو ما سيجعله رقماً صعباً وسينافس تايدر وفغولي على مكانة أساسية، نفس الأمر لعبيد الذي حرمته الإصابات في وقت سابق من البروز واستغل الفرصة جيداً.

الحسنة الكبرى في اللقاء كانت النجم الشاب والموهوب آدم أوناس، الذي يثبت في كل مرة تمنح له الفرصة ويُعطى بعضاً من الثقة، الردّ على المستطيل الأخضر بكثير من الفن والإبداع، سواءٌ تعلق الأمر بناديه نابولي أو بالمنتخب الجزائري.

أوناس الموهبة القادمة بقوة، كان محظوظاً جداً نظراً لبروزه المبكر في الدوري الفرنسي، ثم انتقاله إلى نادي نابولي، ويتزامن ذلك مع وجود قامتين تدريبيتين عاليتي المستوى، بداية من ساري ملك الاستحواذ والبناء، وأنشيلوتي أستاذ اللعب المباشر والسهل الممتنع. كل هذه الخبرات إضافة إلى موهبة اللعب الفذة، سيترسب عنها لاعب بفنيات مبهرة وثقافة تكتيكية معتبرة، وهي تقريباً النقاط التي تحدد مسار نجومية أي لاعب.

تألق أوناس في لقاء غامبيا، إن تواصل بلعبه أكبر عدد من الدقائق مع نابولي كما يحدث مؤخراً، سيزيد من الضغط على النجم الأول للمنتخب الجزائري رياض محرز، الذي بات تحت ضغط رهيب، لأن القتالية التي أبان عنها الشاب الموهوب، ستدفع بلماضي إلى التفكير كثيراً قبل تحديد التشكيلة الأساسية.

شهران قبل إعلان القائمة النهائية، سيكون كل لاعبي المنتخب الجزائري تحت ضغط رهيب، بأن يواصلوا اللعب أكبر عدد دقائق حتى يكونوا في فورمة عالية، وخاصة أن تغيير تاريخ كأس أفريقيا من الشتاء إلى الصيف، سيخفف عنهم ضغط ترك فرقهم في منتصف الموسم وتضييع أماكنهم الأساسية.

المستخلص من لقاء الجزائر ضد غامبيا، أن بلماضي يريد بناء تركيبة جديدة للمجموعة بعدما فشلت كل محاولات الترميم السابقة، وذلك عن طريق ضخ دماء جديدة شابّة في كل الخطوط ومنحها الثقة اللازمة، وكذلك خلق جوّ من التنافس بين اللاعبين، حتى لا يحسّ الاحتياطيون بأنهم مستدعون لتكملة العدد، ولا يظنّ الأساسيون ألا أحد يزيحهم من أماكنهم.

المساهمون