آثار أرض بلقيس: على قائمة الضحايا

آثار أرض بلقيس: على قائمة الضحايا

15 مايو 2015
نافذة من قلعة القاهرة (تصوير أحمد الباشا)
+ الخط -

من الواضح أن دائرة ضحايا الحرب المركبة في اليمن آخذة في الاتساع، لتشمل المواقع الأثرية والتاريخية، إذ أدى قصف مقاتلات "التحالف" الإثنين الماضي، لمخزن أسلحة في جبل "نقم" شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، إلى انفجار الذخائر الحربية في اتجاهات متفرقة، وإصابة مبانٍ تاريخية يتجاوز عمرها 2500 عام، في صنعاء القديمة. حالها كحال القلعة التاريخية في تعز التي بنيت قبل الإسلام، لينهار جزء كبير منها جراّء القصف.

مهند السياني، رئيس "الهيئة العامة للآثار" أوضح لـ"العربي الجديد": "أن الهيئة تلقت بلاغات باستهداف 14 موقعاً أثرياً في مختلف أنحاء البلد، من قبل القصف الدائر". وسمّى السياني عدداً من هذه المواقع، منها "سور" و"مدينة صعدة التاريخية" المدرجة في قائمة اليونيسكو الخاصة بـ"مدن التراث الإنساني"، و"مسجد الإمام الهادي بصعدة"، الذي حمل اسمه نسبة إلى الهادي الرسيّ، مؤسس الدولة الزيدية، وحفيد الحسن بن علي بن أبي طالب، والذي بنيَ قبل 1200 عاماً.

وبحسب السياني، فقد تعرضت مواقع أثرية في مدينة "براقش" حاضرة مملكة معين (الألف الأولى ق.م) للتدمير، والتي تقع حالياً في محافظة الجوف اليمنية، كما تضررت مدينة "صرواح" عاصمة "مملكة سبأ"، التي ظهرت في الألف الأولى قبل الميلاد، وذكرها القرآن الكريم في قصة ملكتها "بلقيس" والنبي سليمان، بالإضافة إلى "قصر السلاح"، وهو قصر حربي مقام على أنقاض "قصر غمدان" الشهير، كان الملك الحِمَيَرِيّ سيف بن ذي يزن آخر سكانه.

مثقفون ونشطاء يمنيون طالبوا بتحييد المواقع الأثرية والتاريخية عن الصراع العسكريّ الدائر، وحمَّل بعضهم قوات صالح والحوثي المسؤولية عن استهداف هذه المواقع.

إذ ناشدت بشرى الخليدي، مديرة "مكتب الآثار في تعز"، في حديث لـ"العربي الجديد"، الجهات المختصة في اليمن والخارج، بـ"التدخل لإخراج الثكنة العسكرية، والآليات الحربية الموجودة في قلعة القاهرة"، وذلك "منعاً لاستهدافها من أي طرف"، داعيةً إلى "إخراج كافة المعدات العسكرية من المواقع الأثرية في عموم اليمن".

ودعت الخليدي إلى "عدم استخدام المواقع الأثرية كمواقع عسكريّة في مثل هذه النزاعات". مصادر إعلاميّة أشارت أيضاً إلى أن مواقع أثرية كمعبد الشمس "إلمقة" في محافظة مأرب تعرض لأضرار بسبب الاقتتال الدائر هناك، وهو ما نفاه السياني، مستشهداً بالتقارير الرسمية التي أشارت إلى أن المواقع تضررت بفعل قصف التحالف وليس بسبب الحروب الداخلية بين المليشيات.

نشطاء ومهتمون أكدوا لـ"العربي الجديد" تضرر هذه المواقع بسبب استخدامها من قبل الحوثيين وصالح، حيثُ أشار رئيس قسم المسرح في مكتب الثقافة في تعز فيصل الذبحاني إلى انهيار أجزاء من جدران "قلعة القاهرة" التاريخية في تعز بسبب قوة الضربات المدفعية الموجهة منها على أحياء المدينة.

وكان قصف "قلعة القاهرة" قبل أيام، قد تسبب في موجة أسف وتذمُّر واسعة في الأوساط الثقافية ، غير أن نشطاء اعتبروا في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أن تدمير هذه المواقع رُغم كارثيته، أقل وطأة من استخدامها منصة لقتل المدنيين وتدمير المنازل، متهمين قوات "الحوثي-صالح" بالتحصن في هذه المواقع، والسعي لتدمير الهويّة الثقافية والحضارية والذاكرة الجمعية لليمنيين. في حين يكيل أنصار الحوثي وصالح الاتهام ذاته لقوات التحالف والسعودية تحديداً. 

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" قد دعت في بيانٍ لها الثلاثاء الماضي، كافة الأطراف إلى "حماية التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن".

المساهمون