نجم سهيل غداً في سماء الخليج إيذاناً برحيل الصيف

 نجم سهيل غداً في سماء الخليج إيذاناً برحيل الصيف

23 اغسطس 2020
سهيل ثاني ألمع نجوم السماء (Getty)
+ الخط -

يطل نجم سهيل في سماء الخليج العربي فجر غد الاثنين، ويستمر 52 يوماً، ويستبشر أهل الخليج بالنجم الوليد الذي يؤشر لرحيل الصيف، ليبدأ فصل الخريف.

ويقول رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك، سلمان بن جبر آل ثاني، إنه بطلوع نجم سهيل تنكسر حدة حرارة الصيف تدريجياً، ويبدأ الجو بالاعتدال ليلاً، ويصاحب طلوعه "زحرة سهيل" وفيها تبلغ الرطوبة معدلات عالية تروى من خلالها أشجار الصحراء، وبعد سهيل بـ52 إلى 55 يوماً، يدخل حساب "الوسم" وهي 52 يوماً.

وأكثر الناس استبشاراً بطلوع سهيل الصيادون، و"المقانيص" الذين يترقبون هجرة "الكروان" و"الحبارى" إلى قطر.

وبحسب أهل البادية، فإنه عندما يظهر سهيل "ينفطر الحر"، أي يخف تدريجياً، ويعتبر الهدهد أول الطيور التي تظهر مع طلوع سهيل، إذ يظل مختفياً طوال فصل الصيف.

وبيّن سلمان بن جبر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن نجم سهيل ينقسم إلى أربعة منازل تبدأ "بالطرفة" ومدتها 13 يوماً، ويصبح الجو لطيفاً في الليل مع بقاء الحرارة في ساعات النهار، ثم "الجبهة" وتمتد 13 يوماً، وهي أول نجوم فصل الخريف، ويبرد الليل ويتحسن الطقس نهاراً، تليها "الزبرة" وتستمر 13 يوماً وفيها تزداد برودة الليل إلى درجة ينصح بعدم النوم تحت أديم السماء، ثم "الصرفة" وهي آخر نجوم سهيل وتمتد 13 يوماً، وسميت بذلك لانصراف الحر عند طلوعها.

ومن الأمور التي زادت من شهرة نجم سهيل ظهوره بلون أبيض متلألئ ووحيداً في الأفق الجنوبي، كألمع النجوم التي تظهر في تلك الناحية من السماء في هذه الفترة من السنة.

وأطلقت العرب في الجاهلية عدة أسماء على سهيل مثل: "الوزن"، "وسيم"، "لامع"، "النبيل"، "المجيد"، كما سمته "البشير اليماني" أو "نجم اليمن" و"سهيل اليماني"، وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلاً للنجم القطبي الشمالي، وفقا لرئيس مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك.

وارتبط ظهور سهيل في أكثر من صعيد في حياة العرب، فمن خلال موعد ظهوره عرف المزارعون مواعيد حرث الأرض والبذر لكي تكون جاهزة قبل موسم الأمطار، واعتمد أهل البر موعد ظهوره لمعرفة مواسم الرعي ومواعيد الترحال، كما اعتمد أهل البحر على ظهوره وبقية النجوم في دقة مواعيد الصيد، وتحديد الاتجاهات أثناء السفر.

ويواكب مطلع سهيل تحول الرطب إلى تمر، وقال الأقدمون في ذلك "إذا دخل سهيل تلمس التمر ولا تأمن السيل"، كما تغنى الشعراء بنجم سهيل فنظموا أبياتاً يتغزلون فيه، ويعبرون عن فرحتهم بقدومه، استبشاراً بانتهاء حر الصيف.

المساهمون