"BDS" تجبر شركات إسرائيلية كبرى على ترك الضفة

"BDS" تجبر شركات إسرائيلية كبرى على ترك الضفة

27 مارس 2016
الحركة نجحت في الضغط على الشركات الموجودة بالمستوطنات (GETTY)
+ الخط -




كشف تقرير إسرائيلي صدر اليوم الأحد النقاب عن أن مزيداً من الشركات الإسرائيلية الكبرى غادرت الضفة الغربية مؤخراً، ونقلت أنشطتها من هناك إلى داخل إسرائيل، خوفاً من تبعات الأنشطة التي تقوم بها حركة المقاطعة الدولية "BDS" في تطور يؤذن بإسدال الستار على توجهات إسرائيل لنقل تجمعاتها الصناعية إلى الضفة الغربية.

وحسب التقرير الذي أعدته منظمة "غوش شلوم" الإسرائيلية، ونشرت مقتطفات منه بعد ظهر اليوم الأحد النسخة العبرية لموقع صحيفة "هآرتس" فإن من بين الشركات الكبرى التي نقلت أنشطتها من الضفة الغربية إلى إسرائيل شركة "دلتا جليل" أكبر شركات صناعة الملابس، والتي نقلت مخازنها من المنطقة الصناعية "عطروت" في محيط القدس إلى مدينة "قيساريا" شمال إسرائيل، إلى جانب شركة "تيفع" التي تعد من أكبر شركات الأدوية في العالم، والتي نقلت مختبراتها البيولوجية من "عطروت" إلى مدينة "بيت شيمش".

وحسب التقرير، فقد نقلت شركة المنتوجات الغذائية "تيه عدانيم" مقرها ومخازنها من مستوطنة "عوفرا" القريبة من بيت لحم إلى منطقة الجليل، في حين انتقل مصنع شركة مستحضرات التجميل "إنتركوسما" من "عطروت" إلى مدينة أسدود.

 

وأشار التقرير إلى أن شركة "إيكو عتسوفيم"، المختصة بصناعة وتسويق أثاث الأطفال قد نقلت مصانعها من المنطقة الصناعة "بركان" الذي يقع شمال غرب نابلس، ويعد أكبر المناطق الصناعية التي تخدم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية إلى المنطقة الصناعية في "نيشر"، بالقرب من حيفا، في حين نقلت شركة "يوناتيد سيتس" لصناعة الكراسي مصنعها من "بركان" إلى تل أبيب، وقد غادرت شركة "نعلي يرديني" لصناعة الأحذية من "بركان" إلى مدينة "ميسغاف" داخل إسرائيل.

وأضاف التقرير أن شركة "تيكي مودان" لصناعة الحقائب نقلت مقرها من مستوطنة "شاكيد" في شمال الضفة الغربية إلى مدينة "بيتح تكفاه"، في حين نقلت خط الإنتاج الخاص بها إلى الصين.

 

وقد جاء هذا التطور بعد عدة أشهر على انتقال اثنتين من أكبر الشركات العالمية من الضفة الغربية وهما : "صودا ستريم" و"أهفا" لصناعة مستحضرات التجميل بسبب المخاوف من تبعات أنشطة حركة المقاطعة الدولية.

وحسب التقرير، فإن قرار هذه الشركات بالانتقال إلى داخل الخط الأخضر جاء تحت ضغط المستثمرين الأجانب الذين يملكون نسباً كبيرة من أسهمها، مشيرة إلى أن هؤلاء المستثمرين يخشون من التداعيات "الخطيرة" لتواصل أنشطة "BDS".

وأشار التقرير إلى أن أصحاب بعض الشركات التي انتقلت من الضفة الغربية إلى إسرائيل يجرون اتصالات لبيعها، مشيراً إلى أن إدارة شركة "أهفا" تجري اتصالات متقدمة مع مستثمرين صينيين لشرائها.

وقد أقر يغآل دلموني، نائب المدير العام لمجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، بمغادرة الشركات الكبرى للمستوطنات تحت وطأة الخوف من "BDS".

وهاجم دلموني في حديث مع "هآرتس" "BDS"، معتبراً أنها حركة "غير ديمقراطية تفرض مبادئها بوسائل الضغط".

ويمثل نزوح الشركات الإسرائيلية الكبرى عن مستوطنات الضفة الغربية ضربة قوية لمخططات إسرائيل تدشين منطقة صناعية هائلة في محيط مستوطنة "معاليه أدوميم"، أكبر مستوطنات الضفة الغربية، والتي تقع شمال شرق القدس.

وحسب المخطط الذي أقرته وزارة الصناعة الإسرائيلية قبل عام ونصف العام، فإن المنطقة الصناعية الجديد ستدشن في الفضاء الواسع الذي يفصل بين القدس ومنطقة أريحا، على اعتبار أن نقل التجمعات الصناعية من داخل إسرائيل يقلص من مخاطر التلوث ويوفر احتياطات أراضٍ لبناء شقق سكنية لمواجهة النقص في الأراضي داخل إسرائيل.

في سياق متصل، تخشى إسرائيل من تبعات نجاح السلطة الفلسطينية في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يجرم المستوطنات.

ونقل المعلق يوسي ميلمان عن محافل سياسية في تل أبيب قولها إن هناك مخاوف من ألا تستخدم الولايات المتحدة حق النقض الفيتو أو حتى تؤيد المشروع، معتبراً أن هذا الاحتمال يعد "سيناريو رعب" في نظر صناع القرار في تل أبيب.

وفي تقرير نشره موقع صحيفة "معاريف" اليوم أشار ميلمان إلى أن صدور قرار ضد المستوطنات في مجلس الأمن سيمثل مساً غير مسبوق بمكانة إسرائيل الدولية.

 

اقرأ أيضاً: مصانع إسرائيلية تغادر المستوطنات تفادياً للمقاطعة

المساهمون