"يوم التراث الثقافي" أو ما يسمّى كذلك

"يوم التراث الثقافي" أو ما يسمّى كذلك

26 فبراير 2017
(من غرافيتي في القاهرة)
+ الخط -
يقابل تاريخ اليوم؛ 26 شباط/ فبراير، "يوم التراث الثقافي العربي" الذي أطلقته جامعة الدول العربية العام الماضي في سبيل لفت الانتباه إلى أهمية حماية التراث في المنطقة. نتوقّع أن يصحب مثل هكذا مبادرات تنظيم فعاليات ودعوة إلى الجمهور وغير ذلك، غير أن واقع الحال يشير إلى أن "يوم التراث" رهين مقر الأمانة للجامعة العربية وبعض المؤسسات الرسمية في القاهرة.

نجد في قائمة المشاركين، التي تتداولها وسائل إعلام مصرية، هيمنة شخصيات رسمية مصرية مثل أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الثقافة حلمي النمنم ووزير الآثار خالد عناني، فهل إن هؤلاء هم المهتمّون الحصريّون بقضية التراث في البلاد العربية؟

أما البرنامج فلا نجد فيه سوى فعاليات من قبيل "معرض للحلي القديم" و"معرض التراث المعماري" و"معرض المرأة البدوية"، ما يوحي بوعي رث وتقليدي لفكرة التراث، قد تنعكس في اللقاءات وراء الأبواب المغلقة بين المسؤولين.

ليس ذلك سوى عينة من مأساة التراث في المنطقة، والتي تتنوّع أشكالها مرة من خلال النهب والتهريب، وأخرى من خلال الإهمال، وكذلك من خلال مثل هذه البرامج التي تظل ترفع شعارات "حماية التراث"، فيما تشير أكثر إلى هامشية التراث وقضاياه في القرار الرسمي العربي.

فإذا كان ما يسمّى بـ "يوم التراث الثقافي العربي" لا تصل أنشطته إلى المواطن، ولا حتى إلى مواقع التراث نفسها، فأيّ معنى لتخصيص مثل هذه الأيام؟ وأي فائدة؟ حتى بالنسبة إلى الجهات الرسمية نفسها؟

المساهمون