Skip to main content
"واشنطن بوست": تركيا تحقق بفرضية إذابة جثة خاشقجي بالأسيد
العربي الجديد ــ واشنطن
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الخميس، في تقرير، أنّ السلطات التركية تحقق بفرضية مفادها أنّ جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي المقطعة، تمت إذابتها بواسطة حمض الأسيد على أرض القنصلية السعودية، أو في مقر القنصل السعودي القريب منها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي رفيع المستوى قوله إنّ الأدلة البيولوجية التي تم اكتشافها في حديقة القنصلية، تدعم النظرية القائلة إنّ جثة خاشقجي تم التخلّص منها بالقرب من المكان الذي قُتل فيه وقطعت أوصاله.

وأضاف المسؤول الذي تحدّث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، إنّ "جثة خاشقجي لم تكن بحاجة إلى دفن".

واختفى خاشقجي (59 عاماً)، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، للحصول على وثائق لزواجه المرتقب.

وبعد 18 يوماً على اختفائه، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي في القنصلية، بينما لم توضح مكان جثته، وقالت إنّ المهاجمين سلموها إلى "متعاون محلي" للتخلص منها. غير أنّ المسؤول التركي الرفيع المستوى قال إنّ المحققين الأتراك لا يؤمنون بوجود هذا الاحتمال.

وفي السياق، قال مسؤول تركي آخر للصحيفة، إنّ المدعي العام السعودي سعود المعجب الذي أنهى، الأربعاء، زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى إسطنبول، لم يقدّم معلومات عن موقع جثة خاشقجي أو يحدد هوية أي "متعاون محلي".

وأوضح المسؤول التركي الذي تحدّث لـ"واشنطن بوست"، شريطة عدم الكشف عن هويته، أنّ المسؤولين السعوديين، ومنذ وصول المعجب إلى تركيا، يوم الإثنين، "بدوا مهتمين، في المقام الأول، بمعرفة الأدلة التي تملكها السلطات التركية ضد مرتكبي الجريمة".

وأضاف "لم نحصل على انطباع بأنّهم كانوا حريصين على التعاون الحقيقي مع التحقيق".

وأعلنت النيابة العامة التركية، في بيانها الصادر الأربعاء، أنّها لم تتوصل إلى نتائج ملموسة من اللقاءات مع المدعي العام السعودي، "رغم كل جهودهم المتسمة بالنوايا الحسنة لإظهار الحقيقة"، مع إشارتها إلى أن "جمال خاشقجي قتل خنقاً فور دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً، ثم تم تقطيع جثة خاشقجي بعد مقتله والتخلص منها".

والمصطلح التركي المستخدم للإشارة إلى "التخلص منها" هو أقرب إلى "المحو" في العربية، أو جعل الجثة عدماً.


وكانت السلطات التركية قد أعلنت لدى اختفاء خاشقجي، وصول فريق سعودي مؤلف من 15 شخصاً، بينهم خبير في الطب الجنائي، إلى إسطنبول في اليوم ذاته الذي قتل فيه خاشقجي، وتوجههم إلى القنصلية السعودية، ومغادرتهم البلاد في اليوم ذاته أيضاً.

وتقول السلطات التركية إنّ لديها تسجيلات صوتية لما حدث في القنصلية، وقد استمعت إليها مديرة وكالة المخابرات الأميركية المركزية "سي آي إيه" جينا هاسبل.

وقال مسؤول سعودي، الأربعاء، لـ"واشنطن بوست"، إنّ المملكة لم تخلص "رسمياً" إلى أنّ مقتل خاشقجي "متعمد".

وأضاف المسؤول، الذي تحدّث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته: "لقد اعترف المدعي العام بالاطلاع على تلك المعلومات من الجانب التركي. لم نقل إذا كان ذلك صحيحاً أم غير صحيح. نحن ننتظر نتائج التحقيق".

ورغم إظهار بيان النيابة العامة التركية، بشكل جزئي، ما حدث لخاشقجي، إلا أنّ هناك عدة أسئلة مركزية في قضية قتل خاشقجي بحاجة إلى أجوبة، بما في ذلك من أمر بقتله، وما إذا كان ولي العهد محمد بن سلمان على علم بالعملية، وفق "واشنطن بوست".