"هوية مغربية": استعادة مؤسسي الحداثة التشكيلية

"هوية مغربية": استعادة مؤسسي الحداثة التشكيلية

18 يونيو 2020
(لوحة للفنانة الشعيبية طلال)
+ الخط -
تكثر مؤخراً الاستعادات لمرحلة الستينيات التي برزت خلالها تجارب حداثوية في المشهد التشكيلي المغربي، استطاع معظمها تكريس حضورها عربياً وعالمياً، من خلال إعادة اكتشاف تراث متنوّع ثقافياً تجلّى في تاريخ طويل من الحرف والصنائع، وتقديمه بروح معاصرة.

بعد معرض "المغرب: هوية حديثة" الذي احتضه "معهد العالم العربي" في باريس بداية العام، افتتح في الحادي عشر من الشهر الجاري معرض "هوية مغربية" في الدار البيضاء والذي يتواصل حتى السادس والعشرين منه، بتنظيم من "الشركة المغربية للأعمال والتحف الفنية".

يضمّ المعرض "ثلاثة وتسعين عملاً لأربعين فناناً، بعضها عُرض سابقاً في حين بقي بعضها الآخر محفوظاً لدى أصحابه منذ أكثر من خمسين عاماً"، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير إلى "ضرورة جمع أعمال مطبوعة بالقوة، حتى تبقى شاهدة على المراحل التاريخية لعلامات الفن المنتجة بالمغرب منذ بداية القرن العشرين ".

فريد بلكاهيةتحضر أعمال جيلالي الغرباوي (1930-1971)، الذي مثّلت أعماله انقلاباً على التشخيص الذي قامت عليه اللوحة المغربية بفعل تأثّرها برؤى استشراقية تنظر بعين إكزوتيكية، وكذلك على الزخرفة والحروفية القائمة على مرجعيات عربية إسلامية وتقليدية، بحيث بدأ تجريده في مواجهة مع كلا التيارين.

وتظهر أعمال فريد بلكاهية (1934-2014)، توظيفه للرموز الأمازيغية والأفريقية كحرف تيفيناغ والوشم وأنماط من السجاد التقليدية، وتجريبه الدائم في تشكيل خامات متعدّدة واستعمالها كوسيط فني، بينما يقدّم محمد المليحي (1936) تنويعات حول مفهوم "الموجة" في لوحات تجريدية تحاكي الجسد وانحناءاته ضمن حركة تعتمد حسابات رياضية وتدرّجات في اللون تعكس المعمار والأزياء في المغرب.

يحتفي المعرض أيضاً بالفنانة الشعيبية طلال (1929-2004)، التي تصوّر وجوه النساء وترسمهن محاطات ببذخ الطبيعة وصخب الألوان والأزياء والزخارف والأشكال، حيث تشكّل تجربتها الانطلاقة الحقيقية للفن الفطري في بلادها.

وتُعرض أعمال لكل من عباس الصلادي (1950-1992)، وعبد الكبير ربيع (1944)، وعبد الله الحريري (1949)، وأحمد بن إدريس اليعقوبي (1932 – 1985)، وأحمد بن يسف (1945)، وأحمد الورديغي (1928-1974)، وأمين الدمناتي (1942 - 1971)، وبشير الدمناتي (1945)، وفاطنة كبوري (1924)، وفاطمة حسن الفروج (1945 – 2011)، وفؤاد بلامين (1950) وآخرين.

ويشارك في المعرض أيضاً عدد من الفنانين الأوروبيين الذي قضوا أغلب حياتهم في المغرب مثل إدوارد إيدي لوغران، وإتيان دينيت، وهنري جان بونتوي، وهنري إميليان روسو، وجاك ماجوريل، وجون غاستون مونتل، وغيرهم.

يُذكر أن المنظمين أعلنوا عن اتخاذ جميع الإجراءات لاستقبال ما يصل إلى خمسة وعشرين شخصاً فقط في المعرض في كلّ زيارة، تنفيذاً لتدابير السلامة الصحية في سياق مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).

دلالات

المساهمون