Skip to main content
"هوليوود إفريقيا" تسترجع أمجادها السينمائية
حسن الأشرف ــ الرباط

الضجيج سيعود إلى مدينة وارزازات جنوب المغرب، التي تعني بالأمازيغية "من دون ضجيج"، ولكنه سيكون ضجيجاً محبّباً، تتعطّش المدينة له، إذ تعود لتفتح أبوابها أمام تصوير عدد من الأفلام السينمائية العالمية، أبرزها "ملكة الصحراء" للمخرج ويرنر هيرتزوغ، وبطولة نيكول كيدمن، وذلك بعد انحسار دام شهوراً لتداعيات الأزمة الاقتصادية التي عصفت ببلدان أوروبية كثيرة منذ سنوات قليلة، إضافة إلى الاضطرابات السياسية في المنطقة العربية.

دفع هذا الوضع المسؤولين عن المدينة إلى التحرّك، من خلال إقامة مشاريع عدّة تهدف إلى رفع مستوى الإمكانيات التكنولوجية المخصّصة للإنتاج السينمائي، كما وضعوا خططاً لتطوير "متحف السينما" لجذب مزيد من السياح الأجانب إلى المنطقة.

وارتدت ساحات التصوير في مدينة وارزازات حلّة جديدة، إيذاناً باحتضان أكبر الإنتاجات السينمائية العالمية، من خلال ترميم بعض قصباتها ومآثرها التاريخية، من قبيل قصبة تاوريرت في المدينة، وذلك محاولة لجذب المزيد من الأطقم السينمائية العالمية.

المخرج هيرتزوغ، اختار لفيلمه التاريخي الضخم الرمالَ المغربية وصحراءها ليروي قصّة عالم الآثار الإنجليزي جيرترود بيل، ويتوّج كيدمان، ملكة عليها، علماً أنّ ضمن شخصيات الفيلم تشيرشيل، الذي يؤدي دوره الممثل، كريستوفر فيلفورد.

وشهدت وارزازات في الماضي تصوير أكثر من 50 فيلماً سينمائياً بمعايير عالمية، ترشّح بعضها لجائزة الأوسكار، مثل "الرجل الذي يعرف أكثر من اللازم" لهتشكوك، سنة 1955، وفيلم المخرج البريطاني ديفيد لين، "لورانس العرب"، و"الرجل الذي أراد أن يكون ملكا"، من بطولة شين كونري، وفيلم "غلادياتور" لريدلي سكوت...

ويعزو مراقبون إقبال عدد من المخرجين السينمائيين العالميين على تصوير أشرطتهم في "هوليوود إفريقيا"، وفق تسمية أخرى تشتهر بها، إلى ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية وتاريخية وبشرية، لامتلاك المدينة واحات وجبالاً خلابة تصلح لتصوير المشاهد الخارجية للأفلام.

يستعين المخرجون الأجانب الوافدون على وارزازات بالعديد من شباب المدينة الجنوبية، كممثلين ثانويين "كومبارس"، يؤثّثون مشاهد عدد من الأفلام العالمية، ما جعل هذه الأشرطة بمثابة فرص عمل لمئات الشباب العاطل في المدينة وجوارها.

واستفاد المغرب من تحول وارزازات إلى هوليوود إفريقيا والوطن العربي، باعتبارها ساهمت في التعريف بالبلاد عالمياً، كما أنها كانت سبباً في التنمية السياحية للمنطقة، فضلاً عن استفادة السينما المغربية من هذا التوافد عبر احتكاك التقنيين المحليين بنظرائهم الأجانب.