"هدى" تضرب المحاصيل العربية وترفع الأسعار

"هدى" تضرب المحاصيل العربية وترفع الأسعار

10 يناير 2015
الثلوج تقلص معروض السلع وتزيد الأسعار (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

ضربت العاصفة الثلجية التي اجتاحت عدة دول عربية على مدار الأيام القليلة الماضية، المحاصيل الزراعية وتسببت في ارتفاع الأسعار بنسبة ملحوظة وسط تراجع بالمعروض من السلع في الأسواق.
وتضررت الأردن وفلسطين وسورية ولبنان ومصر بالعاصفة الجوية، التي أطلق راصدون جويون عليها اسم "هدى"، والتي بدأت منتصف الأسبوع الماضي، ويتوقع استمرارها الأسبوع الجاري، وسط هطول الأمطار والتساقط الثلجي.
وبحسب وكيل وزارة الزراعة في حكومة التوافق الوطني الفلسطينية عبد الله لحلوح، فإن البيانات الأولية تشير إلى تضرر نحو 20% من الأراضي الزراعية بسبب العاصفة.
وقال لحلوح، في تصريحات صحافية، إن الضرر الأكبر تركز في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، حيث تعرض أكثر من 1500 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) إلى الغرق أو تدمير الدفيئات الزراعية بفعل الأمطار والرياح، وكذلك مناطق الأغوار على الحدود مع الأردن، بفعل الرياح القوية.
وحذر المدير العام للتخطيط والسياسات في وزارة الزراعة، نبيل أبو شمالة، في بيان، من أن استمرار المنخفض لأكثر من أسبوع قد يشكل خطراً على مزارع الدواجن في قطاع غزة، لأن كميات الغاز المتوفرة لدى بعض المزارعين قد لا تكفي. وأعرب مسؤول في وزارة الزراعة الفلسطينية، طلب عدم ذكر اسمه، عن مخاوفه من تسبب العاصفة الحالية في ارتفاع أسعار الدواجن التي شهدت بالفعل تحركاً قبيل أيام من اجتياح العاصفة.

وارتفعت أسعار الدواجن في قطاع غزة بشكل غير مسبوق مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، في ظل ارتفاع تكاليف التدفئة، ليصل سعر الكيلو إلى 15 شيكلاً (3.77 دولارات) بحسب تجار.
وكانت أسعار الدواجن قد شهدت بالأساس ارتفاعاً بنسبة 50%، عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب بيانات سابقة لوزارة الزراعة.
وشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً على غزة في 7 يوليو/تموز الماضي، استمرت لمدة 51 يوماً، وأسفرت عن استشهاد 2154 فلسطينياً، وإصابة 11 ألفاً آخرين، وتدمير آلاف المنازل ومئات المزارع. كما تسببت العاصفة الثلجية في تعرض عشرات المنازل الفلسطينية، و"كرافانات حديدية" جنوبي غزة إلى الغرق، أمس، جراء الأمطار الغزيرة.
وبدأت عائلات فلسطينية، منذ الثلاثاء الماضي، بالنزوح من منازلها الواقعة في مناطق منخفضة تخوفا من آثار المنخفض الجوي.
وعملت طواقم "الدفاع المدني" خلال الأسبوع الماضي، على إحاطة البيوت المتنقلة "الكرفانات"، التي يقيم فيها أصحاب المنازل التي دمرت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، بسواتر رملية، خشية تعرضها للغرق بمياه الأمطار، كما حدث خلال المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي الأردن، أصابت العاصفة الثلجية الأسواق بالجمود في عدة مناطق بالبلاد، وسط مخاوف من نقص المعروض في أسطوانات البوتاغاز (غاز الطهو) بسبب تزايد الطلب عليها مع استمرار الانخفاض في درجات الحرارة، بحسب مصدر في نقابة أصحاب محطات المحروقات ومراكز توزيع الغاز.
ويبلغ عدد أسطوانات الغاز المتداولة في الأردن نحو 4.4 ملايين أسطوانة، في حين يبلغ عدد مراكز توزيع الغاز قرابة 839 مركزا موزعة في مختلف مناطق المملكة.
كانت بعض المناطق الأردنية قد شهدت الأسبوع الماضي، سوقاً سوداء لأسطوانات الغاز، بعد الإقبال على عمليات الشراء، ليصل الفارق في السعر بين السوق السوداء والسعر الرسمي إلى نحو خمسة دنانير (7 دولارات).
وفي مصر، شهدت أسعار الخضروات ارتفاعا كبيرا وصل في بعض الأصناف إلى 100%، واشتكى مواطنون من عدم قدرتهم على الشراء، فيما أرجع تجار الارتفاع إلى قلة المعروض بسبب موجة الصقيع.

وقال خالد صقر، أحد تجار التجزئة في العاصمة القاهرة، لمراسل "العربي الجديد"، إن ارتفاع أسعار الخضروات يرجع إلى تحكم تجار الجملة في الأسعار، مشيراً إلى أن التاجر الصغير يبيع السلعة بعد حصوله على هامش ربح. وأوضح صقر أن سعر كيلو الطماطم ارتفع إلى نحو أربعة جنيهات (0.55 دولار)، بعد أن كان يباع بأسعار تتراوح بين 1.5 و جنيهين ( 0.2 و 0.27 دولار)، بصعود تصل نسبته إلى 100%. كما وصل سعر كيلو الخيار إلى خمسة جنيهات، مقابل أربعة جنيهات عن أسعار الأسبوع قبل الماضي، فيما ارتفعت أسعار الفاكهة بنسب تتراوح بين 20 و40%.
واشتكت أم خالد (ربة منزل) من سكان حي فيصل جنوبي القاهرة، من ارتفاع الأسعار، خاصة في السلع التي لا تستغني عنها المنازل (على حد وصفها)، مثل الطماطم والبصل والليمون والبطاطس، موضحة أن أسعار الخضروات أصبحت مثل أسعار البورصة كل يوم بسعر مختلف.
واعتبر سعيد عبد الفتاح، عضو شعبة الخضروات والفاكهة في بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن ارتفاع أسعار بعض الخضروات والفاكهة يرجع إلى قانون العرض والطلب، ولا تدخّل للتجار في الأسعار. وأضاف عبد الفتاح، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن برودة الطقس خلال اليومين الماضيين تسببت في قلة المعروض، وبالتالي ارتفاع الأسعار، ومن المتوقع أن تعود الأسعار إلى طبيعتها خلال الأيام المقبلة.
وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الري والأراضي في جامعة القاهرة وخبير البورصات السلعية، إنه عندما تنخفض درجة الحرارة عن عشر درجات مئوية، يؤدي ذلك إلى توقف إنتاج الثمار، خاصة في الطماطم وبعض المحاصيل الأخرى، ما يؤثر في الإنتاج.
ويعاني المصريون من ارتفاع متواصل في أسعار السلع الغذائية والخدمات. وحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، فإن تكاليف الغذاء والإسكان دفعت التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في البلاد إلى الارتفاع في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2014، ليصعد بنسبة 10.1%، مقابل 9.1% في نوفمبر/تشرين الثاني.

دلالات

المساهمون