أصابت العاصفة الثلجية "هدى" التي يمتد عبورها للأردن وعدة دول بالمنطقة عدة أيام، الأسواق الأردنية بحالة من الهلع، بعد أن شهدت المحال التجارية والمخابز ازدحاماً عير مسبوق، أمس، نفدت معه مخزونات بعض المراكز التجارية من المواد التموينية.
 
وتزامنت هذه الأجواء مع قرار الحكومة الأردنية، برئاسة عبدالله النسور تعطيل الوزارات والمؤسسات الحكومية والعامة اليوم الأربعاء، لتفادي مخاطر العاصفة.
 
وقدر رئيس نقابة تجار المواد الغذائية، سامر جوابرة، في تصريح خاص لـ "العربي الجديد"، ارتفاع الطلب على المواد الغذائية بأكثر من 30%، بسبب التهافت الكبير على شراء السلع التموينية والخبز.

وزادت التبنؤات الجوية بأن تكون العاصفة الثلجية هي الأسوأ منذ عشرات السنوات، من هلع الأردنيين. وشاهد مراسل "العربي الجديد" طوابير من المواطنين تصطف أمام المخابز لشراء الخبز وبكميات كبيرة، حيث إن أحد الأشخاص اشترى بما قيمته 10 دولارات لتخزينها، فيما تدافع آخرون على المحلات التموينية بشكل لافت.

وقال مواطنون إنهم لم يتمكنوا من شراء الخبز والمحروقات والغاز منذ يوم الاثنين الماضي، بسبب الازدحام الشديد ونفاد الكميات من المحلات ومحطات المشتقات النفطية.

وقال نقيب أصحاب محطات المحروقات ومراكز توزيع الغاز فهد الفايز، إن الإقبال الشديد على شراء السولار وغاز الطهو ولجوء البعض للتخزين أدى إلى إرباك السوق وحرمان آخرين من شراء احتياجاتهم.

وكان الأردن قد رفع درجة الطوارئ منذ يومين تأهبا لاستقبال العاصفة "هدى"، وسط تحذيرات للمواطنين بعدم المخاطرة والخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى.

كما قررت رئاسة الوزراء، أمس، تعطيل الوزارات والمؤسسات الحكومية والعامة اليوم، فيما يتوقع مسؤولون استمرار تعطيل العمل حتى نهاية الأسبوع الحالي، وجاء القرار الحكومي بتعطيل العمل، لتفادي الإشكالات التي واجهت الحكومة، أبان عاصفة "اليكسا" منتصف ديسمبر/كانون الأول 2013، بسبب عدم تمكن السلطات من فتح الطرق، التي أغلقتها الثلوج وواجه المواطنون معاناة صعبة لدى خروجهم من منازلهم.

وكان مدير دائرة الأرصاد الجوية الأردنية (حكومية)، محمد سماوي، قال في تصريحات أخيرا إن "استمرار تدفق الهواء البارد القطبي من شمال أوروبا باتجاه منطقة شرق المتوسط، سيشكل منخفضا جويا عميقا على الأردن، وسط احتمالات كبيرة لتساقط الثلوج اليوم وغدا الخميس في عدة مناطق بالبلاد.