"هآرتس": عنصرية جبران باسيل تؤهله ليكون شريكاً لليمين الإسرائيلي

"هآرتس": عنصرية جبران باسيل تؤهله ليكون شريكاً لليمين الإسرائيلي

03 يوليو 2019
تصاعد الخطاب العنصري ضد السوريين في لبنان (راتب الصفدي/الأناضول)
+ الخط -
قال معلق إسرائيلي بارز إن هناك تشابها كبيرا بين المواقف العنصرية التي يتبناها ساسة لبنانيون تجاه اللاجئين السوريين والعمال الأجانب، في مقدّمتهم وزير الخارجية اللبناني رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، وتلك التي يتبناها اليمين المتطرف في إسرائيل تجاه العرب.

وحسب معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل، فإنه "من المؤسف ألا يستطيع اليمين الإسرائيلي توظيف قادة سياسيين من الجوار، إذ لو كان يستطيع فإن التيار الوطني الحر سيكون شريكاً طبيعياً". وأضاف "جبران باسيل، وزير الخارجية، هو زعيم التيار، وكلماته تضاهي بل تفوق الخطاب العنصري لأقصى شخصيات اليمين في إسرائيل". 

واعتبر أن باسيل وعددا آخر من قادة "التيار الوطني الحر"، الذي يتزعمه، بإمكانهم الانضمام للأحزاب التي تمثل اليمين الإسرائيلي المتطرف بهدف تعزيز قوته وحضور هذا اليمين.

وفي مقال نشرته الصحيفة، لفت بارئيل إلى أن طابع التصريحات الصادرة عن باسيل ورفاقه في "التيار" تشبه إلى حد كبير تلك التي تصدر عن اليمين المتطرف في إسرائيل تجاه العرب والعمال الأجانب. وشبه المعلق الإسرائيلي باسيل بالوزيرة الليكودية المتطرفة ميري ريغف، التي تتبنى مواقف عنصرية تجاه العرب، والحاخامات اليهود الذين يجاهرون بالتعبير عن إيمانهم بـ"التفوق الجيني لليهود البيض ونظرية الشعب المختار".

ولفت إلى أن أرشيف تصريحات باسيل يتضمن تفوهات عنصرية، مثل "الانتماء اللبناني فوق أي انتماء آخر، هذا يخص الخلفية الجينية، وهذا السبب الوحيد لتميزنا".  وأشار إلى أن "باسيل لم يتردد في تسويغ تمييز اللبناني عن اللاجئين والعمال الأجانب، على اعتبار أن ذلك تعبير عن السيادة اللبنانية".

وأعاد للأذهان حقيقة أن باسيل اقترح، قبل ثلاث سنوات، أن يتم سن تشريع ينص على أنه يحق منح الجنسية اللبنانية لأبناء أية مواطنة لبنانية "بشرط ألا تكون متزوجة من سوري أو فلسطيني".

وأشار إلى أن عمليات التنكيل التي يتعرض لها اللاجئون السوريون علي أيدي الأجهزة الأمنية تدل على أن العنصرية اللبنانية تأخذ طابعا رسميا.


وشدد على أن مواطنين لبنانيين باتوا يتعرضون لمفاعيل التوجهات العنصرية التي ينادي بها باسيل وتياره، مشيرا إلى أن بلدة الحدث، القريبة من بيروت، والتي يقطنها مسيحيون، حظرت على قاطنيها المسيحيين بيع عقارات لمسلمين، سواء كانوا سنة أو شيعة، مشيرا إلى أن رئيس المجلس المحلي في البلدة من أتباع التيار الوطني الحر.

وسخر بارئيل من القرار الذي اتخذته البلدة اللبنانية، قائلا إن هذه البلدة "بإمكانها أن تعقد اتفاقية "توأمة" مع بلدية "نيتسرت عليت"، التي تحظر على اليهود بيع ممتلكات للعرب".

واستدرك بارئيل قائلا إن العنصرية التي يعبر عنها باسيل والتيار الذي ينتمي إليه تواجه من قبل قطاع واسع من النخب اللبنانية، مشيرا إلى العريضة التي وقع عليها عشرات من الكتاب والفنانين والصحافيين، ترفض هذه المنطلقات العنصرية.

ولفت إلى أن المبنى الطائفي والمذهبي في لبنان جعل الطوائف المختلفة تبدي حساسية كبيرة إزاء أي تطور يمكن أن يفضي إلى إحداث تحول على موازين القوى بين هذه الطوائف.

المساهمون