"نيويورك تايمز": انتشار المسابح النسائية بلبنان مرتبط بزيادة التديّن

"نيويورك تايمز": انتشار المسابح النسائية في لبنان مرتبط بزيادة التديّن

11 سبتمبر 2018
شاطئ في بيروت(كافي كاظمي/Getty)
+ الخط -
سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الضوء اليوم الثلاثاء، على المسابح النسائية في لبنان، المنتشرة منذ سنوات في البلاد، لتخلص إلى القول بأنّ انتشار هذه المسابح غير المختلطة، يعود إلى أجواء وصفتها بزيادة التدين، مستندة إلى تصريحات نسوة مسلمات متدينات كنّ في مسبح غير مختلط.

واختارت الصحيفة الأميركية شاطئًا في منطقة الجيّة جنوب لبنان، ليكون نموذجًا عن عرض موضوعها، وقالت إن هذا النوع من المسابح "النسائية" المنتشر في لبنان خصوصاً على الساحل الممتد من بيروت جنوباً حتى مدينة صور، هو متنفس يصعب الاستغناء عنه لسببين، الأول عام يحتمه صيف لبنان الحارق، والثاني خاص بالنساء ولا سيما المحجبات منهن والملتزمات باللباس "الشرعي" اللاتي يردن مثل غيرهن النزول إلى الماء والتعرض لأشعة الشمس واكتساب السمرة ولكن في إطار المسموح وبعيداً عن كسر المحرمات، وكشف أجسادهن أمام الرجال الغرباء، وهذا ما ينهى عنه الدين الإسلامي".

تتحدث الصحيفة مع نساء على الشاطئ المذكور، وأغلبهن من النساء المسلمات المتدينات اللاتي يعتبرن أنه "حرام" أي ممنوع عليهن كشف أجسادهن أمام الرجال غير أزواجهن، وفي بعض الحالات الأقارب أيضاً. كما تلتقي بنساء أخريات يغطين أنفسهن احترامًا للأسر والمجتمعات المحافظة.

"بالنسبة لهن، يجب تجنب الشاطئ المختلط، وحين يذهبن مع عائلاتهن إلى البحر يتمسكن بالحجاب الكامل والقمصان الطويلة الأكمام والسراويل أو العباءات وهي اللباس المعروف بين المسلمات المتدينات، وذلك تحت حرارة الشمس الحارقة"، بحسب التقرير.

واعتبر التقرير أن كل امرأة وجدت في المكان سلامها الخاص الذي يناسبها، فاختارت لباس البحر الذي ترتاح له ويتوافق مع نظرتها للحشمة وحدود الكشف عن جسدها. وأوضح أن كل أنواع "المايوهات" موجودة عند الشاطئ.

رباب أمهز (35 عاماً)، وهي ربة منزل من وادي البقاع الداخلي، قالت للصحيفة: "هنا أجد نفسي حرة وبإمكاني أن أكون أنا". وترتدي رباب الـ tankini وهو لباس البحر الأكثر حشمة من البيكيني، ويكشف من الجسم أكثر مما يتيحه البوركيني. وتشعر رباب بالراحة وتتراقص في الماء، وتقول إنها قبل زيارتها الشاطئ شاورت شقيقها، وهو مقاتل من حزب الله، الذي لم يعطها البركة فحسب، بل أظهر لها فيديو على موقع "يوتيوب" لرجل دين مسلم يشرح فيه أن ملابس السباحة مقبولة ما دامت النساء يغطين أجسادهن السفلية، بحسب "نيويورك تايمز".

أما ندى التي رفضت إعطاء اسمها الكامل للصحيفة، فأبدت استغرابها من وجود أطفال الذكور بعمر الثماني سنوات وتعلق بالقول: "لا أحب أن يرى ابني أو حفيدي أجساد النساء بملابس البحر". وذكرت أنها تنوي الذهاب إلى الحج، وهو الفريضة المطلوبة من المسلم مرة واحدة على الأقل في حياته إذا استطاع، وأنها بعد الحج لن تزور الشاطئ أبداً، حتى المخصص للنساء.

وتتفق مع رباب بأنّ التقاط صور السلفي على الشاطئ أمر مرفوض تماماً بالنسبة لهن، كما تقول الصحيفة.

وتخلص الصحيفة إلى القول: "هو لبنان الذي يضم 18 طائفة، لم يكن قبل تسعينيات القرن الماضي يقسم المسابح بين نسائي ومختلط. هي أجواء التدين التي جعلت المحجبات يطالبن بمكان خاص بهن على الشواطئ، وتحقق لهن ذلك"، على حدّ تعبيرها.

دلالات

المساهمون