"نقد الذات": منتظري يحاكم التجربة الإيرانية

"نقد الذات": منتظري يحاكم التجربة الإيرانية

06 سبتمبر 2020
+ الخط -

لمع اسم حسين علي المنتظري (1922 – 2009) في خمسينيات القرن الماضي، كأحد أبرز منظّري الحوزة العلمية في مديننة قُم بإيران والمعارضين لحكم الشاه، وكان الداعم الأبرز للخميني في الداخل الإيراني حتى انتصار الثورة الإيرانية ويُعين نائباً له، قبل أن يتم عزله من منصبه عام 1989، ثم وُضع تحت الإقامة الجبرية، ورغم إلغائها إلا أنه ظلّ تحت مراقبة السلطة حتى رحيله.

صدر حديثاً عن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "نقد الذات: آية الله حسين علي منتظري في حوار نقد ومكاشفة للتجربة الإيرانية" لنجله سعيد منتظري بترجمة الباحثة الأردنية فاطمة الصمادي. 

يتمثل المحور الأساسي للكتاب في النقد الذي يقدمه رجل الدين والمنظّر الراحل لإجمالي التجربة الإيرانية ضمن مسارين، هما: النقد العام للتجربة وأداء المؤسسات التي نشأت عقب سقوط نظام الشاه، والنقد الذاتي لأدائه ودوره في الكثير من الأحداث التي شهدتها إيران عقب الثورة الإسلامية؛ إذ يضع مسألة العلاقة بآية الله الخميني وخلافته وثلاث عشرة مسألة أخرى في معرض المراجعة والنقد، لنفسه وللآخرين.

يتألف الكتاب من 14 فصلًا، يمثل كل فصل جواباً عن سؤال يطرحه سعيد على والده حسين منتظري، تقدّم في إجمالها رواية ناقدة لمنعطفات تاريخية مهمة في عمر الجمهورية الإسلامية، منها ما يرتبط بأحداث داخلية وأخرى تتعلق بالسياسة الخارجية، تقدمها شخصية كانت في مركز صنع القرار في مرحلة حرجة من تاريخ إيران الحديث.

ينتقد المؤلف أداء المؤسسات التي نشأت عقب سقوط نظام الشاه، وكذلك دوره في أحداث شهدتها إيران عقب الثورة الإسلامية

يتطرق منتظري في السؤال الأول "مسائل اعتقادية ومبحث الإمامة والولاية"، إلى مسألة كتابته مقدمة علی كتاب الشيخ نعمت الله صالحي نجف آبادي "الشهيد الخالد" ومنشأ مشروعية الحاكمية الإسلامية، ثم يتناول في السؤال الثاني "نظرية ولاية الفقيه"، مسألة الدفاع عن حرية التعبير وحرية الأحزاب وحقوق الناس، وعدم تطابق نظرية ولاية الفقيه المطلقة مع المرتكزات الفكرية لآية الله منتظري. 

وفي السؤال الثالث، "العلاقة مع الولايات المتحدة ... وسفر ماكفارلين"، ثمة أسئلة ونقاط مبهمة بشأن زيارة المبعوث الأميركي، وترتيبها من جهات غير مسؤولة، وعدم علم أركان الدولة، وعدم مراعاة المصالح الوطنية، ويتناول السؤال الرابع "محاصرة المراجع الدينية شريعتمداري وقمي وروحاني"، كلام عن الموجة المعادية لشريعتمداري ومعارضة منتظري لها، ومعارضة وضع المرجع قمي والمرجع روحاني في الإقامة الجبرية، وتأليب روحاني ضد منتظري. 

يقدّم منتظري في السؤال الخامس "خلفيات اعتقال السيّد مهدي هاشمي وإعدامه"، التاريخ النضالي للسيد مهدي هاشمي، ودور "السافاك" في موضوع كتاب "الشهيد الخالد" وعلي شريعتي، وموقف الإمام الخميني من دور السافاك هذا، وتعاون السيّد مهدي مع الشهيد محمد منتظري في تأسيس الحرس الثوري، وبدء الحساسيات تجاه السيّد مهدي، وأسباب حساسية الشيخ منتظري تجاه قضية السيّد مهدي. 

الصورة
غلاف الكتاب

ثم يعرض السؤال السادس، "أداء أسد الله لاجوردي وقُضاة محاكم الثورة"، لمسألة الحيلولة دون تمكين لاجوردي في مجلس القضاء الأعلى، والتحقيق في التعذيب والعنف في سجن إيفين من لجنة مبتعثة، وتشكيل لاجوردي مجموعة مسلحة مستقلة، وفلسفة تشكيل المحكمة العليا للثورة وهيئة العفو العام. 

أما في السؤال السابع "أداء المُقرّبين ومسؤولي مكتب نائب القائد"، فيضم قبولاً بوجود النقص والخطأ وبيان عددٍ من الأمثلة على ذلك، والحوادث التي خُطّط لها مسبقاً في فترة النيابة عن القائد، ويحمل السؤال الثامن عنوان "غياب التناسب بين الإصرار على إنهاء الحرب وتقديم الدعم إلى الجبهات".

وفي الجواب عن السؤال التاسع "الإمام الخميني والقائد الحالي [السيد خامنئي]"، يورد منتظري كلاماً عن سوابق علاقات آية الله منتظري بالإمام الخميني، وتثبيت مرجعية الأخير وقيادته، وشخصيته العالية وغير المعصومة، والعلاقات القديمة بين منتظري وخامنئي، ثم يتناول منتظري في السؤال العاشر "المواقف الحادّة في زمن الإصلاحات السياسية"، عدم إمكان الإصلاحات السياسية مع القبول بولاية الفقيه المطلقة.

وعنون السؤال الحادي عشر بـ "مواقف متباينة لحفظ منزلة المرجعية الشيعية"، والسؤال الثاني عشر بـ "انتقادان لكتاب المذكرات"، والسؤال الثالث عشر بـ"تجاهل مشورة المقربين"، وأخيرًا السؤال الرابع عشر بـ"نقد الماضي... إصلاح المستقبل".

المساهمون