"نعش حي" يساهم في حماية البيئة حتى بعد الموت

"نعش حي" يساهم في حماية البيئة حتى بعد الموت

18 سبتمبر 2020
"النعش الحي" يتحلل بسرعة (لوب)
+ الخط -

بعد أشهر من الاختبارات، أقيمت أول جنازة في هولندا باستخدام نعش سريع التحلل مصنوع من الميسيليوم، وهو حصير من الألياف التي تشكل الجزء الموجود تحت الأرض من الفطريات.

وقال مؤسس الشركة الناشئة المنتجة "لوب" Loop، بوب هندريكس، لصحيفة "مترو" الهولندية: "لقد كانت لحظة مؤثرة، ناقشنا دورة الحياة".

وقد استُخدم النعش أخيرا للمرة الأولى ليكون المثوى الأخير لسيدة في الثانية والثمانين من العمر ستتحلل جثتها كليا في غضون سنتين إلى ثلاث، فيما تأخذ العملية أكثر من عقد عادة للأشخاص المدفونين في نعوش خشبية تقليدية.

وقال هندريكس، المصمم البيولوجي البالغ من العمر 26 عاماً، لوسائل الإعلام المحلية، إن هذه "الشرنقة" سمحت "للناس بأن يصبحوا جزءاً مع الطبيعة مرة أخرى. يمكننا إثراء التربة بدلاً من تلويثها".

وتابع أن الفطريات هي "معيد تدوير الطبيعة"، لا يقتصر الأمر على تحييد السموم وتوفير الطعام الطازج لكل شيء ينمو فوق الأرض، لكن يمكن استخدام أليافه في صنع أي شيء، من الطعام إلى الملابس مروراً بالتغليف، بما في ذلك التوابيت.

وشرح أن "الميسيليوم تبحث باستمرار عن منتجات النفايات (الزيت والبلاستيك والمعادن والملوثات الأخرى) وتحويلها إلى مغذيات للبيئة"، "هذا التابوت يعني أننا نطعم الأرض بأجسادنا. نحن مغذيات، ولسنا نفايات".

وأوضح هندريكس مبتكر هذا النعش المسمى "ليفينغ كوكون"، أن المشروع يشكّل سابقة عالمية، ونشأت فكرته داخل مختبر طلاب جامعة التكنولوجيا في مدينة دلفت الهولندية.

وأوضح، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن "هذا النعش هو في الواقع جسم حي مصنوع من تركيبة الجذور الخاصة بالفطر، وهي الجهة الأكثر إسهاماً بعمليات التدوير في الطبيعة. وأشار إلى أن الفطر "يؤدي إلى تحلل الجثمان، ليحوّله إلى مغذيات جديدة مفيدة للطبيعة".

هذا "النعش الحي" يشبه بمقاساته ومظهره النعوش التقليدية، باستثناء اللون الأبيض المرتبط بالغزل الفطري. وفي الداخل، توضع طبقة من الطحالب لاستقبال جثمان المتوفى، إضافة إلى حشرات. وهو بكل تفاصيله، مع العلبة والغطاء الخارجي، مصنوع من الغزل الفطري، وبالتالي فإنه أخف بكثير من النعش الخشبي وأقل كلفة، إذ يكلف حالياً 1500 يورو، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

ويتعين لصنعه الحفر تحت طبقات الطحالب في الغابة وجمع الغزل الفطري الصافي من الفطر ومزجه بنشارة الخشب، ووضع الخليط كاملاً داخل قالب شبيه بالنعوش التقليدية. وبعد سبعة أيام، يجري تحويل هذا المزيج إلى جسم حي على شكل مادة صلبة.

(فرانس برس)

المساهمون