"نصيحة غراب": نصوص من مسرح الطفل

"نصيحة غراب": نصوص من مسرح الطفل

15 يونيو 2020
من مسرحية "لا تقل كاو كاو"
+ الخط -

في إصدار قليل من نوعه عن دور النشر العربية؛ تقدّم الكاتبة المسرحية العراقية سحر الشامي (1974) كتاباً جديداً يضم نصوصاً مسرحية موجهة للطفل تحت عنوان "نصيحة غراب"، صدر مؤخراً عن دار "المتن".

نشر مثل هذا الكتاب هو مغامرة الكاتبة والدار في آن، حيث يقدّم للقارئ في وقت تنصرف فيه دور النشر عن إصدار نصوص مسرحية عالمية في كتب، فقد أصبحت هذه مسألة في طي النسيان تقريباً ولا تبادر إليها إلا سلاسل المسرح المدعومة أو بعض المبادرات القليلة والنادرة من بعض دور النشر، فكيف يكون الأمر مع كتاب يضم مسرحيات للأطفال؟

كتب مقدمة العمل الكاتب المسرحي علي عبد النبي؛ وطرح فيها سؤالاً "ماذا يمكن أن نكتب للطفل الآن؟ ما هي المواضيع والعوالم التي يمكن أن تضع الطفل فيها مع وجود كوارث مروّعة عاشتها الطفولة في مناطق متعددة من العالم وصارت جزءاً من ضحايا الفقر والأمّية والحروب".

ويرى أن الشامي تحاول العودة إلى "تلك البراءات الجميلة، وهي تكتب هكذا وكأنها ترغب في إسعاف ذاكرتنا بالكتابة عن براءة الطفولة ومفرداتها البسيطة، أو هي دعوة إلى العودة إلى سحر الغابات والحيوانات، وطرح أسئلة مفعمة بالمحبة والسلام والتسامح والحكمة وسواها من التصوّرات التي نجدها في نصوص الشامي، وهي كما يبدو تصر على أن تكتب للأطفال نصاً مسرحياً يُذكرهم بعالمهم الحقيقي".

يضمّ الكتاب خمسة نصوص مسرحية هي: "لا تقل كاو كاو"، و"ليس الذئب وحشاً"، و"نصيحة غراب"، و"حكاية ضفدع"، و"من يخدع الثعلب". ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تقارب فيها الشامي عالم الطفولة؛ فقد سبق وأن أصدرت مجموعة قصصية للأطفال هي "طائر الكناري" عام 2007، وكما يبدو من العناوين فإن خيار الشامي هو الاقتراب من مخيّلة الطفل من خلال عالم الحيوانات وهو خيار كلاسيكي لكاتبة تعيش في محافظة ذي قار (الناصرية)، حيث تفتقد خشبات المسارح والحركة المسرحية، وفي عصر الرقمنة والعيش في حيوات افتراضية.

كذلك تعمل الشامي حالياً على إصدار مجموعة نصوص مسرحية أخرى في كتاب ولكنها موجهة للكبار تحت عنوان "مونومانيا"، مقتبسة من عنوان أحد نصوصها الفنتازية التي تدور في مصح نفسي.

درست الشامي الأدب الإنكليزي في جامعة البصرة، وتأثرت بالأعمال الكلاسيكية الإنكليزية كما تقول في لقاء معها، وكانت في طفولتها كما تذكر "ٌقارئة جيدة لـ"مجلتي"، و"المزمار"، والقصص العالمية"، وربما تركت عوالم هذه القصص أثرها في الكاتبة، حيث تدور كل أحداث الحكايات في الغابة والطبيعة وفي حوار مشترك ومباشر مع الطيور والحيوانات فيها.

وحول اختيارها لموضوعات مسرحيتها تؤكد أنها تبحث "دائماً عن الفكرة النادرة التي بحسب معرفتي لم يتطرّق إليها كاتب آخر، وقد ثابرت على هذا الأمر، وحاولتُ قدر المستطاع أن أكتب أفكاراً جديدة غير أني لا أعلم هل أفلحت في ذلك في جميع نصوصي أم لا؟".

المساهمون