"نحن وإقبال": من منظور علي شريعتي
يشترك الفيلسوف والشاعر الباكستاني محمد إقبال (1877 -1938) مع المفكر الإيراني علي شريعتي (1933 – 1977) بأنهما تلقّيا تعليمهما في الغرب، وتبنى كلاهما نظريات وآراء لفلاسفة أوروبيين في بحثهما عن هوية وطنية حديثة لبلديهما، لكن طروحاتهما كانت منبثقة من صلب ثقافتهما وتراثهما الإسلامي والشرقي.
كما أصرّ الاثنان على هوية منفتحة تجاه الآخر، قادرة على التفاعل معه من دون أن تفقد خصوصيتها، ومتسامحة في قبوله، وقد أتت خلاصاتهما بعد أن تعرَضهما إلى صدمة فكرية لا تختلف عن غيرهما من المثقفين العرب والمسلمين الذين تفاوتت ردود أفعالهم حول الحداثة، كما وصلت من الغرب، بين الاستلاب والتغريب وبين الرفض والانغلاق.
"نحن وإقبال" عنوان السخة العربية من كتاب شريعتي، التي صدرت حديثاً عن "دار الانتشار العربي"، بترجمة حسين صافي ومراجعة عماد الهلالي، وتتضمّن آراءه في "المعلم" كما يصفه صاحب "الإسلام والإنسان"، حيث تأثّر به كشخصية صاغت مستقبل أمتها قبل نيلها الاستقلال، ما ينطبق عليه بخصوص استلهام الثورة الإيرانية لأفكاره.
يتكوّن الكتاب من قسمين، الأول هو عبارة عن محاضرة ألقاها صاحب "طريق معرفة الإسلام" في حسينية الإرشاد في طهران في ذكرى مولد الفيلسوف والشاعر الباكستاني، والثاني نص كتبه شريعتي عن إقبال ويقال بأنه لم يكتمل بسبب الظروف التي مرّ بها شريعتي، وإن همّش على بعض المسودات التي كتبها بخط يده"، وقد تضمّن الكتاب نماذج من هذه المسودات وتعديلاته على النص في آخره.
يُذكر أن ترجمات عديدة ظهرت مؤخراً للمفكر الإيراني، منها "هبوط في الصحراء" (2019) الذي يتضمّن العديد من آرائه السياسية، و"مع أعزّائنا المخاطبين" (2020) الذي يحتوي تنظيراته حول الثقافة والمجتمع.