Skip to main content
بداية مشحونة لتظاهرات الجمعة الـ18 في الجزائر... ودعوات للتهدئة بشأن "منع الرايات"
عثمان لحياني ــ الجزائر

انطلقت اليوم الجمعة في الجزائر، تظاهرات الجمعة الـ18 من الحراك الشعبي المطالب برحيل رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة، وملاحقة رموز الفساد المالي والسياسي، في أجواء مشحونة، وسط تحفز أمني لافت، ومخاوف من انزلاقات وتوترات تشوب التظاهرات، عقب القرار الذي أعلنه قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي يقضي بمنع رفع رايات غير العلم الوطني، فهمت بأنها موجهة ضد الراية الأمازيغية
.

وبدأت الشرطة الجزائرية تنفيذ تعليمات صدرت من قبل قائد الجيش، تخصّ منع رفع راية غير العلم الوطني في التظاهرات. ولاحقت الشرطة صباح اليوم متظاهرين قرب ساحة البريد المركزي، لانتزاع وحجز رايات أمازيغية كانوا يرفعونها.

واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من المتظاهرين كانوا يرفعون الراية الأمازيغية، ما أدى إلى حدوث مناوشات لم تتطور لحسن الحظ الى انزلاقٍ أو مواجهات. 

وكان قائد الجيش قد أعلن الأربعاء الماضي قراراً يقضي بمنع رفع الرايات، و"إصدار تعليمات صارمة لقوات الأمن من أجل التطبيق الصارم والدقيق للقوانين، والتصدي لكل من يحاول المساس بمشاعر الجزائريين في هذا المجال الحساس"، ووصف رفع رايات أخرى غير الراية الوطنية في التظاهرات بأنها "قضية حساسة، ومحاولة اختراق للمسيرات والحراك الشعبي من قبل أقلية قليلة جداً"، مشيراً إلى أن لـ"الجزائر علماً واحداً، وراية واحدة، هي الراية الوطنية الوحيدة".

والتحق المتظاهرون والناشطون بالساحات والشوارع الرئيسية للتظاهر مبكراً، وتجمع المئات من المتظاهرين في ساحة أودان وقرب ساحة البريد المركزي، رافعين العلم الجزائري وشعارات سياسية تطالب بالرحيل الفوري لرموز نظام بوتفليقة، رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي ورئيس البرلمان معاذ بوشارب.

وأكثر بقليل من الجمَع الأخيرة، شددت السلطات الجزائرية التدابير الأمنية في شوارع العاصمة الجزائرية، واستمرت في إغلاق ساحة البريد المركزي، بسبب تشقق أسفل السلالم فيها، كما أغلقت النفق الجامعي لمنع المتظاهرين من تنظيم مسيرات بين ساحتي البريد المركزي وساحة أودان.

وعززت السلطات التدابير الأمنية عند المداخل الغربية للعاصمة الجزائرية، التي تربطها بولايات تيبازة والشلفة والمداخل الجنوبية التي تربطها بولايات البليدة والمدية، لكن أكبر التعزيزات شهدها المدخل الشرقي الذي يربط العاصمة بالولايات الشرقية وبمنطقة القبائل، تخوفاً من تدفق المتظاهرين من المنطقة المذكورة، وخاصة على خلفية قرار منع الراية الأمازيغية.

وإضافة الى العاصمة الجزائرية، تتوجه الأنظار اليوم بشكل خاص إلى ولايات منطقة القبائل ذات الغالبية من السكان الأمازيغ، لمعرفة ماهية وشكل الموقف الشعبي الذي سيتخذ إزاء مسألة رفع الرايات.

وفي منطقة تمنراست، خرج ناشطون ومتظاهرون من السكان الطوارق (أمازيغ الصحراء)، ارتدى بعضهم الراية الأمازيغية التي تمت خياطتها كقمصان، ورفعوا العلم الجزائري والراية الأمازيغية، في رسالة سياسية موجهة إلى قائد أركان الجيش، تفيد بتمسكهم بالوحدة الوطنية في إطار تنوع ثقافي، وفي الوقت ذاته، بالتمسك بجذورهم التاريخية.

وسبقت تظاهرات اليوم الجمعة دعوات ناشطين سياسيين ومدنيين للتعقل، وتفويت الفرصة على أي محاولة لتفتيت الحراك الشعبي أو تحويله عن أهدافه المركزية.



ودعا الناشط السياسي أزقي فراد المتظاهرين إلى
"تفويت الفرصة على أعداء الثورة السلمية الزاحفة، الساعين إلى زرع الفرقة بين الجزائريين من خلال اختلاق قضية الرايات". وقال إنه "مراعاة للظرف العصيب، أدعو الجزائريين إلى الاكتفاء برفع العلم الوطني في المسيرة الوطنية، وهذا من باب التحلي بالحكمة التي ستضفي مزيداً من الإعجاب بوعي الجزائريين السياسي"، داعياً قوات الأمن "إلى التحلي بالحسّ المدني في معاملة المواطنين".

واتهم فراد ما وصفه بـ"النظام الشمولي الاستبدادي الفاسد"، بمحاولة "كسر وحدة الصف، وإحداث تصدّع في الجدار الوطني، وتحويل أنظار الجزائريين عن المطلب الجوهري المتمثل في رحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، كشرط للشروع في حوار حقيقي يفضي إلى إيجاد أرضية للحل السياسي، إلى قضية الرايات المتعددة، والمقصود بها راية الثقافة الأمازيغية التي توجد على امتداد أقطار شمال أفريقيا المغاربية، وهي غير مطروحة كبديل لعلمنا الوطني".