"مليشيا" مسلحة للمستوطنين في القدس المحتلة

"مليشيا" مسلحة للمستوطنين في القدس المحتلة

16 فبراير 2015
مستوطن متهم بالاعتداء على مدرسة أطفال مقدسيين (فرانس برس)
+ الخط -

كشف النقاب مؤخرًا عن تشكيل مليشيات مسلحة من المستوطنين، بقيادة "أرييه كينغ"، أحد زعماء المستوطنين الإسرائيليين في حي رأس العمود، إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس.


وتتخذ هذه المليشيات من مستوطنة "معاليه هزيتيم"، المقامة على أراضي الحي الفلسطيني، مقرّاً لها.

وتنطلق تلك الميليشيات من "معاليه هزيتيم"، كما تعمل على نصب الكمائن لشبان فلسطينيين يتهمهم هؤلاء باستهداف مستوطني القدس.

وكان "كينغ"، المعروف لدى المقدسيين بأنه عرّاب الجمعيات الاستيطانية في السيطرة على عقارات المقدسيين، قد اشتكى مما سماه "تقاعس" الشرطة عن حماية المستوطنين في "معاليه هزيتيم" والذين باتوا أهدافًا سهلة لهجمات الشبان الفلسطينيين بالحجارة والزجاجات الحارقة، وبالتالي يرى أن تشكيل مجموعات مسلحة من المستوطنين أنفسهم هو الرد المناسب على هجمات الفلسطينيين.

ويعيد تشكيل هذه المليشيا إلى الأذهان مليشيات مسلحة كانت تعرف بـ"لجنة الأمن على الطرقات"، وكانت قد شكلتها حركة كاخ الفاشية العنصرية في منطقة الخليل، وتحديدًا في منطقة تل الرميدة.

و"لجنة الأمن على الطرقات" واحدة من أخطر المليشيات المسلحة، التي اقترفت بحق الفلسطينيين عشرات الاعتداءات وجرائم القتل، نفذ أخطر هذه الهجمات السفاح، باروخ غولدشتاين، والتي عرفت لاحقا بمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994.

وفي هذا السياق، حذر نشطاء فلسطينيون في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، من أن ظهور هذه المليشيات المسلحة في قلب حي فلسطيني، يزيد عدد سكانه عن 30 ألف نسمة، ستكون له تداعيات خطيرة على أمن المواطنين في الحي.

وحذر النشطاء من أن ظهور تلك المليشيات قد يفضي إلى مواجهة شاملة في القدس عامة، بالنظر إلى الممارسات العنيفة والمتطرفة التي يقوم بها هؤلاء ضد المقدسيين، وتصاعد اعتداءاتهم العنصرية على مقدسيين في أماكن عملهم في القدس الغربية.

ويأتي هذا التطور مع نشر جهاز الشاباك الإسرائيلي تقريراً يسجل فيه ارتفاعًا وصف بـ"الحاد" في حجم العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، بالتزامن مع استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة أميركية.

وذكر "الشاباك"، في تقرير صدر عنه، أنه منذ نهاية شهر يوليو/ تموز من عام 2013، وهو موعد استئناف المفاوضات، طرأ ارتفاع حاد في العمليات الفلسطينية في مدينة القدس ولوحظ بشكل أساسي في عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة، إذ وقعت حوالى 167 عملية على خلفية قومية في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2014.

بيد أن التقرير لم يشر إلى أن هذا التصاعد في الهجمات مردّه، جريمة قتل الفتى الفلسطيني، محمد أبو خضير، حرقًا من قبل ثلاثة من غلاة المستوطنين المتطرفين في العام الماضي، وهو ما تسبب بردة فعل فلسطينية واسعة كادت أن تتحول إلى انتفاضة ثالثة.

المساهمون