"معرض الجزائر للكتاب": دورةٌ جديدة في الظروف نفسها

"معرض الجزائر للكتاب": دورةٌ جديدة في الظروف نفسها

01 أكتوبر 2018
(من دورة سابقة)
+ الخط -

يعود "معرض الجزائر الدولي للكتاب" في دورته الثالثة والعشرين، نهايةَ هذا الشهر، وسط الظروف نفسها التي أحاطت بدوراته المنظَّمة في السنوات الأخيرة؛ فسياسة التقشّف لا تزال تُلقي بظلالها على صناعة الكتاب بشكلٍ عام، متسبّبةً في تراجُع حركية النشر بعد رفع الدولة يدها عن دعم الناشرين.

كما انسحبت تداعياتها على ميزانية المعرض التي انخفضت، هذا العام، بنحو خمسين في المئة مقارنةً بالدورة السابقة، والتي كانت قد انخفضت، بدورها، بخمسين في المئة عن دورة 2015.

هذه المعطيات جعلت ميزانية المعرض التي تُقدّمها وزارة الثقافة تقف عند سقف ستّين مليون دينار جزائري، ودفعت القائمين على التظاهرة الثقافية السنوية، التي تُعدّ الأكبر في الجزائر، إلى الاعتماد على مصادر أُخرى للتمويل، تتمثّل في عددٍ من المؤسّسات الثقافية والاقتصادية العمومية والخاصّة.

وفي مقابل الاحتفاظ بمجّانية دخول الزوّار إلى أجنحة المعرض، جرى اللجوء إلى رفع قيمة استئجار الأجنحة من قبل العارضين، وهي الخطوة التي وصفها مدير التظاهرة، حميدو مسعودي، في ندوة صحافية نظّمها مؤخّراً في الجزائر العاصمة، بالضرورية، و"التي أملتها الظروف الصعبة جرّاء الظرف الاقتصادي الذي تمر به البلاد".

أثارت هذه الخطوة تحفظّات بعض الناشرين؛ إذ اعتبرتها "النقابة الوطنية للناشرين الجزائريين"، في بيانٍ لها، غير مبرّرة و"تتناقض مع سياسة الحكومة المتمثّلة في تشجيع المطالعة ودعم صناعة الكتاب، مضيفةً أن القرار اتُّخذ بشكل أُحادي ومن دون استشارة الناشرين.

في تفاصيل الدورة الجديدة التي يُنتظر أن تُنظَّم بين التاسع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر والعاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبلَين تحت شعار "العيش مع الكتاب"، كشف مسعودي أنها ستشهد حضور 300 ألف عنوانٍ من قرابة 970 دار نشر، من بينها نحو 271 دار نشر جزائرية، بينما تحلّ الصين ضيف شرفٍ بقرابة ثلاثة آلاف عنوان، تزامناً مع الذكرى الستّين لقيام العلاقات بين البلدَين.

يتضمّن برنامج التظاهرة عدداً من الندوات والموائد المستديرة التي يحضرها قرابة ستّين كاتباً جزائرياً وعشرين كاتباً عربياً وأجنبيّاً، إضافةً إلى المخرج كوستا غافراس الذي سيُقدّم مذكّراته الصادرة هذا العام بعنوان "اذهب إلى حيث يستحيل الذهاب". كما تُكرّم الدورة كلّاً من الراحلَين: المفكّر عبد الله شريّط، والمؤرّخ أبو قاسم سعد الله، إضافةً إلى الكاتب مراد بوربون، والناقد والمترجم سعيد بوطاجين، والروائي مرزاق بقطاش.

من جهةٍ أُخرى، أشار رئيس لجنة القراءة والمتابعة في المعرض، جمال فوغالي، إلى أن لجنته وافقت على قرابة 260 ألف عنوان منذ أيار/ مايو الماضي، وتحفّظت إلى الآن على ستّين عنواناً. يعتبر فوغالي هذا الرقم "ضئيلاً"، مُذكّراً بالمادّة الثامنة من قانون الكتاب (2015)، التي تمنع دخول كتب "تمسّ برموز الدولة"، أو "تُمجّد العنف والإرهاب والعنصرية".

دلالات

المساهمون