"مسرح ثربانتس الكبير": سنة مفاوضات

"مسرح ثربانتس الكبير": سنة مفاوضات

02 يناير 2016
("مسرح ثربانتس الكبير" في طنجة)
+ الخط -

المعلَم المهمَل والآيل للسقوط والمهدّد بالاندثار وموضوع الجدل المتجدّد بين إسبانيا والمغرب، عاد إلى الواجهة في عام 2015. وكانت الأنظار قد اتّجهت صوبه وعاد الحديث عن ترميمه بعد الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسه عام 2013، بعد ثلاثة عقود من إغلاقه.

المسرح الذي بُني سنة 1911، وافتتحه عام 1913 كل من أنطونيو غاييغو ومانويل بينيا وإسبيرانثا أوريانا تحت اسم "مسرح ثربانتس الكبير"، اعتُبر لعقود من الزمن الأكبر في شمال أفريقيا، وكان واحداً من المعالم الثقافية في حقبة "طنجة الدولية". (بناءً على اتّفاق بين المغرب وفرنسا وبريطانيا، وُقّع عام 1925، أصبحت طنجة "منطقة دولية"، حتى استرجع المغرب سيادته عليها في 1956).

تعود ملكية الفضاء إلى عائلة بينيا التي كانت مشرفة عليه قبل أن تتنازل عنه، لأسباب اقتصادية، خلال الحرب العالمية الثانية، لصالح إسبانيا. ومنذ إغلاق أبوابه في الثمانينيات وهو في حالة يُرثى لها. ورغم ظهور مجموعة من المبادرات المختلفة من كلا الضفّتين لاسترداده، إلا أنها لم تحظ بدعم مؤسّسي حتى الآن.

في 2006، وقّع البلدان اتفاقية تنصّ على تخصيصه للأنشطة الثقافية، إلا أنها لم تنفّذ على أرض الواقع. قبل سنوات قليلة، وبمناسبة مرور 100 عام على إنشاء المسرح، نقلت جريدة "إلموندو" عن مصادر في وزارة الخارجية الإسبانية بأن حكومة بلادها تتفاوض حول نقل ملكية المسرح إلى المغرب مع مجموعة من الشروط، تحمل صفة اتفاق دولي، تعمل عليه فرق قانونية مختصّة من كلا الجانبين.

في هذه الوثيقة، سيلتزم المغرب بترميم المسرح وفق معايير إسبانية، وتجهيز وإدارة هذا المركز الثقافي "متعدّد التخصّصات" مستقبلاً، وبألّا يقتصر الأمر على الحفاظ عليه كقاعة مسرح فقط، كما كان في أوائل القرن العشرين.

يرى الإسبان أن المسرح يحتاج إلى نوع آخر من التسيير الثقافي، وأن الشرط الرئيس في ما يتعلق بالإصلاح؛ هو ترميمه بما يحفظ طابعه القديم، خصوصاً الواجهة، التي تعتبر واحدة من الرموز السياحية للمدينة. وهذا يتطلب ميزانيات تتجاوز قدرة الدولة المغربية.

في الظاهر، يبدو مستقبل هذا المسرح شبه محسوم لصالح استعادة المغرب ملكيته، بيد أن تلك المفاوضات التي جرت بين المغرب وإسبانيا، والتي بموجبها فقط سـ "تتنازل" الجارة الأوروبية عنه "مجاناً" مقابل التزام المغرب بإصلاحه واستعماله كمركز ثقافي، تبدو مفاوضات بلا أفق قريب، ولعلّ المسرح لن يصمد ليشهد نهايتها.



اقرأ أيضاً: فرنسا 2015: أعياد متنقّلة وإسلاموفوبيا

المساهمون