"متخيّلات ابن رشد": أكثر من عودة إلى الفيلسوف الأندلسي

"متخيّلات ابن رشد": أكثر من عودة إلى الفيلسوف الأندلسي

15 أكتوبر 2019
لوحة الفلاسفة الثلاثة لـ جيورجوني (ابن رشد على اليمين)
+ الخط -

"في مضيق ابن رشد" عنوان كتاب، يقع بين الكتابة الفكرية والتخييل، صدر مؤخراً عن منشورات "فايار" الفرنسية للكاتب المغربي إدريس كسيكس، وهو عمل يتصوّر شخصية باسم "أديب"، أستاذ فلسفة في مدينة الدار البيضاء، يحاول تعريف العالم بالفيلسوف الأندلسي ابن رشد (القرن الثالث عشر ميلادي).

تجري استضافة كيسكس في "معهد العالم العربي" في باريس، مساء اليوم، ضمن لقاء عنوانه "متخيّلات ابن رشد"، ينطلق فيه المشاركون من كتاب "مضيق ابن رشد" للحديث في "القراءات المتعددة الممكنة لمدوّنة ابن رشد" كما جاء في تقديم الفعالية.

وإذا كان العمل المحتفى به في الأمسية تخييلياً، فإن الاهتمام بابن رشد في الثقافة الفرنسية في السنوات الأخيرة لا ينحصر في هذا الإطار، بل لعله أقل فضاءات الاهتمام، حيث نجد عودة واضحة إلى ابن رشد لدى الباحثين في الفلسفة، باعتباره نقطة التقاء بين الشرق والغرب، فهو أحد أبرز شرّاح الفكر اليوناني القديم، بل يمثّل في كثير من الأحيان المرجع المعتمد في الأبحاث الغربية المتعلّقة بالفلسفة اليونانية، حيث أن تعليقات ابن رشد تتناول نصوصاً ضاعات أصولها.

يمكن القول إن العودة إلى ابن رشد تنضوي ضمن استعادة عامة للفلسفة العربية القديمة، كمجال للمساءلة وفهم العلاقة المعقّدة بين الشرق والغرب، وإن بدا هذا الاهتمام ظرفياً للبعض، حيث يضعونه في إطار موجة محاولة فهم الثقافة الإسلامية بعد أحداث مثل "شارلي إيبدو" في بداية 2015.

مقابل هذا الرأي، هناك من يقول بأن العودة إلى الثقافة الإسلامية تمثّل اليوم نهجاً حقيقياً في الساحة الفكرية الفرنسية، وهؤلاء يستدلّون بالتلقي الإيجابي في وسائل الإعلام ولدى شرائح واسعة من القرّاء لكتاب "لماذا نقرأ الفلاسفة العرب؟" للباحث المغربي الفرنسي علي بنمخلوف.

يبقى أن حضور ابن رشد، وأي فيلسوف عربي قديم في الجدل الثقافي الفرنسي، يعيدنا إلى تساؤل عن حضور هؤلاء في الثقافة العربية. حضور ينبغي أن يتجاوز حلقات الدرس إلى الرواية وإلى فنون أخرى مثل المسرح والسينما.

المساهمون