"متحف بيروت التاريخي": تخوّفات وشكوك

"متحف بيروت التاريخي": تخوّفات وشكوك

29 ابريل 2018
من مقتنيات "متحف بيروت الوطني"
+ الخط -
جرى تدشين موقع "متحف بيروت التاريخي" أمس الأول، وحضر الإعلان عن الموقع الذي يتوسّط قلب المدينة، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي لم يفوت فرصة القول إنه و"في الوقت الذي نبني فيه مدينة حديثة وواجهة بحرية نحن مهتمون أيضاً بالحفاظ على تراث هذه المدينة؛ لأن المحافظة على الهوية والتاريخ هو قاعدة متينة لبناء المستقبل".

الفكرة إذن أن يجري بناء متحف حول موقع تاريخي قائم فعلاً - نجا بصعوبة من عمليات إعادة الإعمار ومن أن تبتلعه شركة "سوليدير" - مؤطر بما يعتقد الآثاريون أنه أقدم سور لمدينة بيروت، عدا عن أنه يتضمّن لوحات فسيفساء. وبحسب التقارير التي نشرت عن محتوياته منذ أن بدأت بعثة آثارية من يونسكو بالعمل عليه عام 1993، فإن المتحف المزمع إقامته سيقف فوق 5000 عام من آثار يعود بعضها إلى العصر البرونزي، بينما أحدثها يعود إلى الحقبة العثمانية.

مشروع "متحف بيروت التاريخي" لن ينتهي قبل ثلاثة أعوام على الأقل، وبهبة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، تبلغ قيمتها 30 مليون دولاراً، جرت المصادقة عليها عام 2009، حيث سيقوم المتحف الزجاجي في منطقة تل بيروت، أصل المدينية الفنيقية القديمة.

عمليات الحفريات ومسألة بناء المتحف استفزت أقلام المحتجين على تغطية الآثار ببناء اسمنتي حتى لو كان متحفاً، واستدعت أن تصدر وزارة الثقافة بياناً تقول فيه "لم تتخذ المديرية العامة للآثار أي تدبير في شأن الأعمال المنفذة من قبل الفريق الأثري بانتظار تسليمها ملفاً علمياً أثرياً وفق الأصول يظهر بشكل واضح نوع المكتشفات وامتدادها وجردة باللقى الأثرية المكتشفة".

وأكدت الوزارة أنها "تدرك جيداً أهمية ما تم اكتشافه وما تم دمجه او إعادة دمجه داخل المباني"، لافتة إلى أنه "تم تلزيم دراسة التل الأثري إلى شركة هندسة محلية بهدف تحضير ملف شامل حول سبل تأهيل التل الأثري لاسيما أسواره ومداخله وفتحه لاحقاً أمام الزوار وفق مسارات منظمة انطلاقاً من متحف تاريخ بيروت".

رغم أهمية مشروع المتحف، لكن آثاريين لبنانيين يتخوفون من إقامته على منطقة ما زالت تخفي تحتها المزيد من الآثار، بينما يؤيد آخرون إقامته بهدف الترويج الثقافي والسياحي للمدينة التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام.

المساهمون