"ليتل تايلاند" في هونغ كونغ

"ليتل تايلاند" في هونغ كونغ

08 أكتوبر 2017
جاء التايلانديون في نهاية السبعينيات (آسيا كولينغ)
+ الخط -
وسط عالم من النشاط الاقتصادي الذي لا يتوقف في هونغ كونغ، هناك جيوب سكنية قد لا يتنبه لها كثيرون، وهي جيوب الجاليات التي تركت بلادها من أجل العمل في المنطقة التي استعادتها الصين أواخر تسعينيات القرن الماضي من السيادة البريطانية، ومن بين هؤلاء الأقلية التايلاندية.

في منطقة كولون (المتصلة بالبر الرئيسي الصيني) يتركز العدد الأكبر من التايلانديين. هناك يمكن أن يسمع هتاف الرهبان، وتنتشر رائحة الليمون والكزبرة والبخور التي نقلت منذ القدم إلى المكان. هي ببساطة "ليتل تايلاند" حيث تسود التقاليد التايلاندية وتختلط مع ثقافة أهل المدينة من صينيي هونغ كونغ والأجانب بحسب موقع "آسيا كولينغ".

يبتسم الراهب الطويل القامة ابتسامة دافئة تضيء وجهه، بينما ينتظر المصلين الآتين لإلقاء التحية عليه. يقول الراهب البوذي التايلاندي فيمون لابكانيا إنّ الرحلة من الدير إلى "ليتل تايلاند" تتطلب ساعة في العادة. جاء إلى هونغ كونغ منذ خمسة وعشرين عاماً، لنشر تعاليم بوذا، ولم يكن ذلك سهلاً خصوصاً مع عدم معرفته باللغة. فالكانتونية (فرع صيني) وهي لغة هونغ كونغ، ليست لغة سهلة، لكنّ لابكانيا تمكن من التكيف بسرعة. يقول: "الآن أستطيع أن أتكلم اللغة، تعلمت ذلك بنفسي". ومنذ تعلم ذلك، حاول ترجمة تعاليم بوذا حتى يمكن فهمها بسهولة.
تتجاور اللغتان في المكان ولا يقتصر ذلك على الراهب الذي تمكن من جمع المؤمنين التايلانديين حوله فقدم لهم العظات وجمع منهم الصدقات بل يمتد إلى النشاط التجاري. لافتات المتاجر تحمل أسماء باللغات الكانتونية والتايلاندية والإنكليزية معاً. وغالباً ما يتحدث الناس مع بعضهم البعض بالتايلاندية في الشوارع والمنازل، إلا عندما يحضر من لا يفهمها.

يبلغ تعداد التايلانديين في هونغ كونغ نحو 11 ألفاً و500 شخص، في بلد يتجاوز عدد سكانه 7 ملايين نسمة. جاء هؤلاء في أواخر السبعينيات من القرن الماضي مع الطفرة الاقتصادية التي شهدتها هونغ كونغ، بحثاً عن حياة أفضل. هم اليوم من العمالة الرخيصة في البلاد إذ يتولون الأعمال اليدوية ويحصلون على الحدّ الأدنى للأجور. مع ذلك، تمكن عدد منهم من إنشاء أعمال حرة، كالمطاعم الصغيرة ونوادي التدليك ومتاجر المنتجات التايلاندية المستوردة من قبيل الزيوت والمجلات ومستحضرات التجميل والزهور والمأكولات الطازجة.

خاي ميترا- دون هو كوك يملك مطعم "ليمون تاي" على طريق ساوثوال في المدينة. لا يستخدم في مطعمه غير المنتجات التايلاندية، بهدف إعادة نكهة البلاد الأصلية إلى أبناء الجالية. يعلق: "جئنا إلى هونغ كونغ لكسب المال. حياتي أفضل الآن، لكن ليس لديّ ما أفعله غير العمل وجمع المال، فلا وقت هنا للاستمتاع".

المساهمون