Skip to main content
"لو بوان" الفرنسية: جذور مأساة العرب
أحمد عيساوي ــ باريس
جزء من غلاف العدد (فيسبوك)
على غير العادة، جاء العدد الحالي من الملحق الثقافي الذي تصدره صحيفة "لوبوان" Le Point الفرنسية غنياً من حيث المحتوى والعرض. فقد تصدّر موضوع الحضارة العربية غالبية صفحات العدد الـ 146 والتي ضمّت حواراً شيقاً مع الباحث والمؤرخ الفرنسي والمستشرق هنري لورنس.
على غلاف العدد تظهر صورة قصر أحد السلاطين وهو رسم لبنجامان كونستان الرسام المستشرق الذي قضى عمراً في مدينة طنجة المغربية، وقد كتب أعلى الصورة "العرب: تاريخ مجهول من الحضارة وجذور المأساة التي يعيشونها اليوم".
في افتتاحية العدد التي حملت عنوان "ساندروم بالمير"، تحدّث رئيس تحرير الصحيفة فرانزأوليفيه جيسبير عن الدور الأميركي السلبي في المنطقة العربية. وقال "الكاريزما لا تكفي وخير مثال على ذلك الرئيس أوباما". وأضاف "لم يجلب التدخل العسكري في كوسوفو والعراق وليبيا سوى الويلات على شعوب تستحق الحياة والخلاص من أنظمة حوّلتها إلى دواجن". ثمّ ضرب مثالاً حول التدخل الفرنسي في مالي الذي اعتبره "محدوداً" و"إيجابياً" من دون أن يغفل آثاره السلبية حول ارتداد الجهاديين نحو فرنسا. وفي الختام قال: "إذا ما تواصل نجاح داعش سنكون كلنا مسؤولين ومدانين".

إقرأ أيضاً: هل يشتري "لوي فيتون" صحيفة "لو باريسيان" الفرنسية؟
في الصفحة 40، حوار مطوّل مع المؤرخ الفرنسي والمستشرق هنري لورنس حول الجذور المؤسسة للتراجيديا العربية اليوم. تحدّث لورنس عن أصل العرب الذين يرجع نسبهم إلى إسماعيل ابن النبي العربي إبراهيم، وذكر آلية الأسلمة التي انتهجها النبي محمد وموجات الهجرة نحو الهلال الخصيب التي كان يقطنها قلة من العرب في الجاهلية.
وعن اللغة العربية وكيفية تناقل الثقافة العربية في أوروبا، ردّ لورنس "هذه اللغة هي لغة القرآن. مع عصر الفتوحات الاسلامية وصلت هذه اللغة الى المغرب وحدود الهند، وهذا ما جعل مسلماً إندونيسياً يفهم ما يقوله مسلم آخر قادم من المغرب. أما عن الثقافة العربية في أوروبا فيعود الفضل بشكل كبير للعرب المسيحيين، لقد تدفّق مسيحيو المشرق، اللبنانيون خاصة، إلى شتى أنحاء العالم وأخص بالذكر هنا المعلمين الأوائل في كوليج دو فرانس سنة 1650، كانوا موارنة وعملوا على تجسيد الثقافة العربية ونقل ترجمات كثيرة كانت غائبة عنا".
وعن الإسلام اليوم، قال لورنس "الإسلام يعيش حالياً أكبر أزمة عبر التاريخ، هو اليوم أكثر ما يكون قريباً إلى البروتستانتية التي دعت إلى قراءة النص الإنجيلي بشكل حرفي وإلغاء دور الوسيط بين المؤمن ودينه، هكذا قامت السلفية في الإسلام". وحول نجاح الإخوان المسلمين يقول "على عكس أئمة المذهب الشيعي الذين يخضعون لدراسات نظرية متعمقة في حوزات خاصة تجعلهم متمكنين من المنهج قبل الممارسة، يتجاهل القسم الأكبر من أئمة السنة هذا الأمر وينطلقون من فكرة أنّ القاعدة الأساس والحقل الوحيد للحرية هو الحقل الديني، لذلك تبدو طريقة شطب المقدّس/ الديني غير واردة وهذا ما يسهّل رواج خطابهم".
في الملحق ملف خاص حول تحدّي النساء لحكم الشريعة بعد الانتفاضات العربية، ومثال صارخ على البلدان العربية التي يسمع فيها الصوت النسوي بشكل واضح بعد انهيار الحكم السابق هي تونس. أما إعلاميا، فقد نشر رومان غوبير موضوعا عن وجه من وجوه الصراع القطري-السعودي في المنطقة هو السباق القائم بين قناتي "الجزيرة" و"العربية".