"لمّا كان الشعر روحاً للبندقية": في تجربة معين بسيسو

"لمّا كان الشعر روحاً للبندقية": تجربة معين بسيسو

20 يوليو 2019
(معين بسيسو)
+ الخط -

تشهد الأوساط الثقافية العربية منذ 2011 حراكاً موازياً للنشاط الثقافي الرسمي يقيمه أفراد مستقلّون وجماعات وتجمّعات جديدة، وتركّز هذه على إعادة قراءة الكتب واستعادة أعمال مكرّسة ومؤثّرة في تاريخ الأدب والفكر، أو الوقوف عند تجارب نسيها الفضاء العام.

من هذه المؤسسات "مكتبة عمان الصغرى" التي تنظم فعاليات من نوع مختلف عن الأمسيات الشعرية وتواقيع الكتب وما هو معتاد في المراكز الثقافية في الأردن.

في هذا السياق، تقيم المكتبة سلسلة من جلسات القراءة؛ تبدأ أولاها عند السابعة من مساء بعد غدٍ الإثنين، تحت عنوان "لمّا كان الشعر روحاً للبندقية" والتي تعود إلى تجربة الشاعر الفلسطيني معين بسيسو (1926 - 1984)، ويتناولها بالتقديم والمناقشة الباحث عمر بسيسو.

من قصائد صاحب "مأساة جيفارا" يورد بيان الجلسة مقطعاً: "قد كان اسمك يا حبيبي، في فم السّجان أجمل/ قد كان وجهك يا حبيبي، في يد الجلّاد أجمل/ قد كان صوتك يا حبيبي، وهو مبتلٌ بنار الحب أجمل/ قد كنت أجمل يا حبيبي، كنت أجمل".

بعكس الأنماط الأدبية السائدة لشعراء جيله، حرص بسيسو على إضفاء البعد الاجتماعي لشخصية المناضل والفدائي، والتي يُعتبر قريباً منها بالنظر إلى تاريخه النضالي. لذلك تمكن من كتابة سيرته الذاتية في "دفاتر فلسطينية" لتجسّد بداية العمل الثوري الفلسطيني بعد هزيمة 1948.

من خلال جلسة قراءة في أدبه الشعري والمسرحي والنثري، يحاول القائمون على الأمسية تفكيك شخصية المناضل؛ والإجابة عن أسئلة: من هو المناضل ومن هي المناضلة؟ ما هي هويتهم ومعتقداتهم؟ هل اختلفت أهدافهم؟ هل استبدلوا الإيمان بالقضية بالتجارة بها؟ هل أخمدت ثورتهم وتم تجريدها من طموحهم ليصبحوا أيقونات لا أكثر؟

"لمّا كان الشعر روحاً للبندقية" هي جلسات قراءة متمعّنة في تطور شخصية المناضل من خلال الأدب الفلسطيني، وترتكز على الأعمال الكاملة لمعين بسيسو الذي لقِّب بشاعر الثورة الفلسطينية.

تبحث الجلسات في الكيفية التي وثّق بها الأدب الفلسطيني ووصف شخصية المناضل والفدائي خلال الفترة الممتدة من نكبة 1948 مروراً نكسة 1967 وصولاً إلى بيروت ثم الخروج من لبنان في 1982.

كان بسيسو قد وصل بيروت مع رفاقه الذين اغتيلوا، ومن بينهم كمال ناصر ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان، وفي عام 1982، بدأ كتابة "88 يوماً خلف متاريس بيروت"، كشهادة شاعر فلسطيني عاش في بيروت.

من جهة أخرى، تستكشف الجلسات مدى تأثير الفن والأدب الفلسطينيين في تكوين خيال مجتمعي عن المناضل من خلال توثيق الأحداث المرتبطة بتاريخ فلسطين.

المساهمون