"كلنا مع بشار".. خربها وقعد على تلتها

"كلنا مع بشار".. خربها وقعد على تلتها

11 مايو 2014
+ الخط -

لا مفاجآت، حتى الآن، في سيناريو وصول بشار الأسد لرئاسة سورية لولاية ثالثة، فالرجل وجمهوره من الموالاة طرح منذ انطلاقة الثورة السورية شعار "الأسد أو نحرق البلد".

وفور إعلان المحكمة الدستورية العليا بداية الحملات الانتخابية للمقبول ترشحهم لمنصب الرئاسة، وهم عضو مجلس الشعب ماهر حجار والوزير الاسبق حسان النوري وبشار الأسد، ظهرت إعلانات الأسد محتلة شوارع وطرقات المدن التي يسيطر عليها النظام مع حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان "سوا...بشار الأسد".

والجدير بالملاحظة أن اعلان المحكمة الذي اذاعه المتحدث باسمها خلا من عدد النواب الذين أيدوا كل مرشح ويفترض ألّا يقلّوا عن خمسة وثلاثين نائباً.

عملياً لا توجد دعاية انتخابية للمرشحين الآخرين إلا بحدود استكمال مسرحية الانتخاب، بل إن نكتة تروّجها موالاة بشار تقول: رن هاتف المرشح حسان النوري، فتح النوري الخط وسأل: من معي؟ المتصل: لا أحد معك..كلنا مع بشار.

وقد ذكّر شعار "سوا" السوريين بشعار آخر مستوحى من أغنية للسيدة فيروز "سوا ربينا"، احتل وسائل الاعلام الحكومية أيام الرئيس السابق حافظ الأسد، يؤكد مقولته عن لبنان وسورية "شعب واحد في دولتين"، وردّ عليه ساخرون بأغنية أخرى للسيدة فيروز "لا انت حبيبي ولا ربينا سوا".

كذلك استحضر بعض السوريين اسم الفرقة الفنية التي أسسها شباب سوريون "كلنا سوا"، حين تداعى إلى ذاكرة بعضهم اسم الإذاعة الأميركية الموجّهة للمنطقة العربية "سوا".

لكن الرسالة التي يريد الأسد إيصالها من هذا العرض المسرحي "سوا" هي أنه قادر على تنظيم الانتخابات الرئاسية، وأنه يستطيع الترشح والفوز بولاية ثالثة ورابعة، ووقود هذه الحملة هم السوريون ومعاناتهم ومأساتهم، فبعد وهم محاربة الفساد وإقامة دولة القانون والمؤسسات التي ركب موجتها لتنفيذ خطة التوريث عام 2000، وبعد وهم بناء الدولة الوطنية ودولة الرفاهية الاجتماعية والدور الإقليمي التي سوّقها للناس باستفتاء الولاية الثانية 2007، يحاول الأسد سرقة أحلام الناس بعودة الأمان والسلم الاجتماعي وإعادة الإعمار وعودتهم الى بيوتهم ومدارسهم، من اجل بقائه على كرسي الرئاسة لولاية ثالثة.

وللحقيقة فإن الأسد حقق مفعول شعاره "الأسد أو نحرق البلد"، ولكن بتنفيذ شقّي المعادلة المذكورة، فتم حرق البلد وبقي انتخاب الأسد.

ولكن كيف سيحقق شعاره "سوا"؟ يجيب السوريون بأنه سيفعل، لأنه وكما قال عنه عضو مجلس الشعب خالد محمد العلي أثناء خطاب الأسد في 30 مارس/آذار 2011 بـ"أنك يا سيادة الرئيس قليل عليك حكم سورية بل يجب أن تحكم العالم"، مما جعل الثوار يكتبون على محطة البترول التي يملكها "أنت يجب أن تكون رئيس منظمة أوبك".

أو كما أعلن النائب محمد خير الماشي، وارث النيابة عن أبيه، خلال جلسة مجلس الشعب المتعلقة بمناقشة وإقرار تعديلات تتيح للأسد الترشح لولاية ثالثة، انتهاكاً لدستور أقرّه الأسد، حين أعلن النائب وبلغة ركيكة أن نتائج انتخاب بشار ستكون 99%.

وحسب أنصار الأسد، فإنه يستحق نعم وألف نعم، لأنه حفظ البلد من شرور أكثر من ثمانين دولة، وانتصر، وبالتالي يصبح من الطبيعي "منحبك".

"منحبك" لعيونك الخضر وقامتك المديدة وضحكتك المجلجلة وبسبب دباباتك وطائراتك وجيشك الشعبي، وإكراماً لأخيك قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد، ولروح ابن عمك هلال الأسد، ولكرم ابن خالك رامي مخلوف، وشجاعة ابن خالتك عاطف نجيب.

دلالات

المساهمون