"كروس أوفر" تدمج العوالم الموازية للدراما

"كروس أوفر" تدمج العوالم الموازية للدراما

15 مارس 2018
أسرة "كيف تفلت بجريمة قتل" (فيسبوك)
+ الخط -
رغم أن للتلفزيون والسينما فضلاً كبيراً بتوثيق حياة البشر، من خلال السينما الوثائقية والأعمال الوثائقية الدرامية، التي تعيد تمثيل حياة شخصيات حقيقية، إلا أن غالبية الأعمال الدرامية تميل لاستعراض حياة شخصيات متخيّلة؛ شخصيات يخلقها الكاتب ويصنع لها عوالم متوازية، قد تتقاطع مع عوالمنا بالأماكن والأحداث العامة، وقد تعيش هذه الشخصيات في عوالم فانتازية، منسلخة بشكلٍ كلي عن الواقع.

في هذا النوع الدرامي، فإن الشخصيات تخلق مع بداية العمل الدرامي، وتنغلق عوالمها مع إسدال ستارته. لكن هناك بعض الحالات الشاذة، حيث تلتقي العوالم الدرامية الموازية لتشكل معاً عالماً افتراضياً موازياً تعيش فيه الشخصيات الدرامية التي نبتكرها.

ذلك ما حدث الأسبوع الماضي عندما التقت شخصيات من المسلسلين الأميركيين "كيف تفلت بجريمة قتل" How to Get Away with Murder ومسلسل "فضيحة" Scandal اللذان تنتجهما شركة الإنتاج الأميركية "شوندالاند"، في حلقة مشتركة، دُمجت فيها دمج عوالم المسلسلين وأحداثهما على طريقة الـ"كروس أوفر" التي شاع استخدامها في الدراما الأميركية منذ سبعينيات القرن الماضي.




إيجابيات وسلبيّات


يؤدي استخدام تقنية الـ"كروس أوفر" إلى العديد من النقاط الإيجابية والسلبيية. فمن إيجابيات هذه التقنية أنها طريقة ناجعة بالترويج، حيث قد يستفيد كل مسلسل من جمهور المسلسل الآخر، ومن إيجابيات هذ التقنية أيضاً، أنها تعطي للشخصيات التي تظهر فجأة ثقلاً كبيرا، بسبب التاريخ الغني الذي كونته بفضاء المسلسل الآخر.

ولكن للأمر سلبياته أيضاً، فقد يؤدي استخدامها إلى تعقيد البنية الدرامية، ولا سيما بالنسبة للجمهور الذين تقتصر متابعتهم على أحد المسلسلين المدمجين، كما أن الأحداث تتسارع بطريقة سلبية، حيث يحاول المخرج إيجاد علاقات سريعة تجمع بين الشخصيات، وقد يصعب تبريرها.

هذا ما نجده واضحاً في الحلقة 13 من الموسم الرابع في مسلسل How to Get Away with Murder، التي تضمنت إقحام قصة حب مفاجئة مبنية على الخيانة، لتعزز التشابك بين المسلسلين، وتؤدي بالوقت نفسه إلى التشتيت عن الموضوع الرئيسي للحلقة.

التقنيَّة عربيّاً
وعلى الصعيد العربي، يبدو أن استخدام تقنية الـ"كروس أوفر" ليس بالأمر الشائع، فنادراً ما تلتقي عوالم المسلسلات العربية الافتراضية، وإن حدث ذلك فإنه لا يتعدى كونه نكتة، تنتهي غالباً بعبارة: "أنا من غير مسلسل".

والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها ما يحدث في المسلسل السوري "أنت عمري"، حين يدخل بطل المسلسل "نبيل شق تيابو"، والذي يؤدي دوره أيمن زيدان، إلى السجن، فيلتقي بأحد المساجين، ويسأله: "وين شايفك" فيجيبه: "في مسلسل بطل من هذا الزمان"، وهو المسلسل الذي يؤدي فيه أيمن زيدان دور البطولة أيضاً.

وكذلك قد تتداخل عوالم المسلسلات والأفلام العربية من خلال الأحلام والذكريات، ففي فيلم "بنات العم" للثلاثي فهمي وشيكو وماجد، يتم الاستفادة من شخصيات الثلاثي في فيلم "سمير وشهير وبهير" لبناء فضاء الذكريات الدرامي.


دلالات

المساهمون