"كراسي متحركة" في الليجا.. و"توم" بلا "جيري" في البريميرليج

03 نوفمبر 2014
ما يحدث في أوروبا يشبه صراع القط والفأر
+ الخط -

سيظل الخلاف مستمرا بين محبي الدوريات الأوروبية الكبرى حول تحديد هوية "أقوى" أو "أفضل" بطولة دوري، فكثيرون يرون أن الإنجليزي يستحق اللقب بسبب شراسة المنافسة في جميع المباريات، وآخرون يعتبرون الإسباني أكثر قوة، على اعتبار أن فريقين أو ثلاثة ينتمون إليه قد يهزمون جميع فرق "البريميرليج".

وقبل وقت قريب كان أنصار الدوري الألماني لا يشككون في أن البوندسليجا هي الأفضل بعد وصول فريقين منها إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، فيما يتمسك بعضهم بشغف متابعة الدوري الإيطالي بعبق تاريخه رغم تراجع أسهمه كثيرا؛ إذ إن كل مشجع لديه دوافعه، ولا يعترف بأي معايير تجعله يغير وجهة نظره.

ويعتبر من الصعب إطلاق حكم ثابت حول هوية الدوري الأقوى أو الأجمل، ليس فقط بسبب اختلاف الأذواق، ولكن بسبب المتغيرات التي تطرأ على كل بطولة في كل موسم على حدة.

"توم وجيري" غادرا الليجا
فعلى سبيل المثال، اتفق غالبية جمهور الساحرة المستديرة على وصف الدوري الإسباني بدوري "توم وجيري" بسبب حصر المنافسة لسنوات طويلة بين القطبين ريال مدريد وبرشلونة، فيما كان يشبه صراع القط والفأر، لكن هذه التهمة لم تعد تلتصق بالليجا، سواء في الموسم الماضي أو الجاري.

وكسر أتلتيكو مدريد القاعدة الموسم الماضي، وقضى مؤقتا على أسطورة "الفائز هو من يملك المال الوفير" بعد أن أزاح الريال والبرسا من القمة، وتربع عليها بكتيبة من اللاعبين المحاربين المغمورين بفضل حماس المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، وأكمل الإعجاز بالوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا بعد الإطاحة بفرق عملاقة مثل ميلان وبرشلونة وتشيلسي، قبل السقوط الدرامي أمام الريال في الوقت الإضافي.

وجود الجارين اللدودين أتلتيكو والريال، وحده كان كفيلا باعتبار الليجا أقوى دوري في العالم، فضلا عن تتويج إشبيلية بالدوري الأوروبي، لكن الأدق هو اعتبارها الأقوى أو الأفضل في هذا الموسم، كما تم اعتبار البوندسليجا الأفضل في 2013 حين بلغ بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند نهائي "التشامبيونز."

وأثبت الدوري الإسباني هذا الموسم أيضا اختفاء نظرية "توم وجيري"، بعدما اشتد صراع الصدارة بين خمسة فرق مع اقتراب البطولة من منتصفها، فتجربة أتلتيكو شجعت فرقا مثل فالنسيا وإشبيلية على المنافسة بجرأة، يكفي أن الفارق بين مالاجا السادس وريال مدريد الأول حاليا 6 نقاط فقط.

وكان برشلونة متصدرا في الجولة الماضية مناصفة مع إشبيلية، لكنهما تراجعا في الجولة التالية للمركزين الرابع والخامس (22 نقطة)، ليتقدم الريال (24) في الصدارة ومن خلفه فالنسيا ثم أتلتيكو ثالثا (23).

تشيلسي ينتظر "جيري"
لعبة "الكراسي المتحركة" في مراكز القمة تلك مستوحاة من البريميرليج الذي طالما اشتهر بها في المواسم الأخيرة، لذا كان يطلق عليه الأقوى، لكن يبدو أنه استغنى عن اللعبة المثيرة هذا الموسم "حتى إشعار آخر" في ظل انفراد تشيلسي بالصدارة منذ بداية المشوار، وتركيز مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو على حسم اللقب في أسرع وقت ممكن، مستغلا تعثر مانشستر سيتي وليفربول واستمرار تدهور مانشستر يونايتد.

حسم الدوري الإنجليزي يظل متروكا للجولة الأخيرة كما اعتاد متابعوه في معظم نسخه الأخيرة، لكن مورينيو يراهن على أن القط "توم" سيكون أكثر راحة بمنزله، لخبرته في اصطياد المنافسين المباشرين، وإصراره على عدم السقوط أمام الصغار، وهو ما كلفه خسارة الموسم الماضي.

"جيري" انتحر في ألمانيا وقلق في الكالتشيو
من رأى أن البوندسليجا هي الأفضل قبل موسمين، عليه أن يرى الوضع الكارثي الذي يعيشه بروسيا دورتموند حاليا، إذ يحتل المركز قبل الأخير بالبطولة المحلية، تاركا بايرن ميونخ ينعم بالصدارة منفردا.

أما عشاق الكالتشيو فيتحسرون على "جنة كرة القدم" التي فقدت هيبتها في القارة العجوز، لكنهم يصرون على متابعة مبارياته بشغف، ويتأملون صراعا بين يوفنتوس وروما، يتوقعون نهايته بظفر الأول باللقب للمرة الرابعة على التوالي، دون عزاء لنابولي وإنتر وميلان المترنحين في نتائجهم السلبية.

من السابق لأوانه الحكم على مسار كل بطولة في الموسم الجاري، فبطولات الدوري تحتاج للنفس الطويل، قادم الجولات سيكشف عن مزيد من الحقائق، خاصة في وجود فرق ثائرة تبحث عن الذات، مثل فالنسيا وإشبيلية بالليجا، ساوثامبتون في البريميرليج، سامبدوريا في الكالتشيو، فولفسبورج وبروسيا مونشنجلادباخ في البوندسليجا.

المساهمون