"قطرفوبيا": "معاريف" الشريك الإسرائيلي في التحريض

"قطرفوبيا": "معاريف" الشريك الإسرائيلي في التحريض

17 أكتوبر 2014
هاجمت إسرائيل العلاقة القطرية ـ الفرنسية (مصطفى يالسين/الأناضول)
+ الخط -
شنّت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، حملة تحريض شديدة ضد دولة قطر، متّهمة إياها بأنها تموّل الإرهاب، بل تشدّ خيوطاً طويلة من أجل إدارة دفة الأمور في القارة الأوروبية أيضاً، وصولاً إلى فرنسا. ويندرج ذلك ضمن ما يبدو أنه استمرار لحملة إسرائيل ضد دولة قطر.

وذكرت الصحيفة في تقرير خاص، أفردت له صفحتين، يوم الثلاثاء الماضي، أن "قطر متهمة باستمرار بتأييد الإرهاب، بما في ذلك تمويل ودعم الإرهابيين في سورية والعراق وقطاع غزة (في إشارة إلى دعم قطر للمقاومة الفلسطينية)، وصولاً إلى اتهامها بشراء المونديال (حق تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022) الذي يفترض أن تستضيفه، إذا لم يحدث تغيير درامي"، وفق تعبير الصحيفة.

وبحسب "معاريف"، فإن "الغرب يُفضّل مع ذلك، تجاهل الحضور القوي والمكثف لقطر في اقتصاد الدول المتطورة والرائدة في العالم، ومن المليارات التي استثمرتها للسيطرة على صناعات مهمة، ومبانٍ عامة، وفنادق فخمة، ونوادٍ رياضية أسطورية ووسائل إعلام رسمية رئيسية".

وتشير الصحيفة التي أطلقت على قطر نعوتاً مسيئة، إلى أن "قطر تقف دائماً على أهبة الاستعداد ومحفظتها مفتوحة لتقديم المال عند كل ضائقة، لكن سرعان ما يتبع ذلك التأثير السياسي".

واعتمدت "معاريف" في تقريرها على ما ادّعاه صحفيان فرنسيان هما، فانيسا رتينا وبيار فان، من أن "الجمهورية الفرنسية وقعت منذ عام 2007 تقع تحت تأثير الإمارة الصغيرة وأميرها، ليس اقتصادياً فقط، وإنما استراتيجياً أيضاً، وفي مجال السياسة الداخلية والخارجية والأمن القومي".

وبعدما تسرد الصحيفة الإسرائيلية، نقلاً عن الفرنسيين المذكورين، ما تعتبره سيطرة جامحة لقطر على فرنسا، تشير إلى أن "فرنسا تشكّل عملياً، الدولة الثانية من حيث الاستثمار القطري فيها بعد بريطانيا، وأن قطر تشغّل في فرنسا نحو 25 مليار دولار، كاستثماراتٍ رسميةً، تُضاف إليها خمسة مليارات استثماراً خاصاً".

وادّعت "معاريف"، أن "الأمير السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كان قد اعتمد على الموقف الفرنسي المعارض للحملة الأميركية في حرب الخليج الثانية، ما مكّن قطر من التخلّص من صورة التبعية للولايات المتحدة"، وفق تعبير الصحيفة.

وأضافت أنه "في إطار المنافسة مع السعودية، بدأت قطر تراهن على فرنسا، وهو ما تم إنجازه في عهد (الرئيس السابق) جاك شيراك، عندما اشترت قطر من فرنسا دبابات، كما أبدت اهتماماً أكبر بالاستثمار على الأرض الفرنسية. وأن فرنسا كانت مستعدة في المقابل، للتغاضي عن ظواهر كثيرة هددتها لاحقاً مثل قناة الجزيرة".

وتولي "معاريف" في هذا السياق، أهمية خاصة لما تقول إنه "احتضان قناة الجزيرة للداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي"، الذي اتهمته بأنه "لا ساميّ ومعادٍ لليهود، وأنه يستغل صندوق الإغاثة، التقوى، لتمويل منظمات إرهابية في أفغانستان والعراق وسورية، وأيضاً حماس في غزة".

وزعمت الصحيفة أن "قطر لم تخفِ رغبتها بأن تصبح راعية ومموّلة الجاليات الإسلامية في فرنسا، وتمكينها من بناء وإقامة مشاريع حيوية ومعمارية في باريس وضواحيها".

وبحسب "معاريف"، "لم تكن فرنسا الدولة الوحيدة التي "أسرها سحر قطر"، ولكن في المقابل عادت اليوم علاقات قطر مع السعودية إلى سابق عهدها، فيما رفضت إسرائيل بشكل قاطع كل اقتراحات الوساطة القطرية لوقف إطلاق النار ووقف الحرب في غزة، والتي نُقلت لتل أبيب عبر فرنسا، لكن الحكومة الإسرائيلية فضّلت الوساطة المصرية".

ووفقاً لـ"معاريف"، فإن "(الرئيس السابق نيكولا) ساركوزي اختار قطر محوراً أساسياً في علاقات فرنسا مع العالم العربي، واستأنف العلاقات مع سورية، وفقاً لنصيحة الدوحة نفسها، بعد أن كانت فرنسا قد قطعت في عهد شيراك علاقاتها مع سورية على أثر اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني) رفيق الحريري (في عام 2005)".