"قسد" تواصل حملتها الأمنية شرق الفرات وتسعى لاستمالة شيوخ العشائر

"قسد" تواصل حملتها الأمنية شرق الفرات وتسعى لاستمالة شيوخ العشائر

08 اغسطس 2020
قوات "قسد" تواصل لليوم الثالث التمركز على مداخل ومخارج مدن بريف دير الزور(Getty)
+ الخط -

تواصل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملات الاعتقال في مناطق شرق الفرات الواقعة تحت سيطرتها، واستقدمت تعزيزات جديدة لهذا الغرض وسط توتر مع الأهالي، ومحاولات لامتصاص هذا التوتر من خلال عقد اجتماعات مع بعض شيوخ العشائر والوجهاء المحليين، بمشاركة مندوبين من التحالف الدولي.

وأعلنت "قسد" أنها ألقت في إطار حملاتها الأمنية في الريف الشرقي لمدينة دير الزور القبض على مسلحين، وذلك بالتعاون مع وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة، بحسب بيان لها، نشرته قناة "روهانجي" المقربة من "قسد".

 وكانت "قسد" شنت، أمس، حملة اعتقالات في ريف دير الزور الشرقي ومخيم للنازحين هناك. وذكر موقع "نهر ميديا" (محلي)، أن الحملة طاولت عناصر سابقين في "الجيش السوري الحر" وآخرين من السكان. كما أقدم عناصر "قسد" على سرقة مبالغ مالية وإهانة بعض الأهالي في مخيم للنازحين قرب سكة القطار في دير الزور.

وأضاف الموقع أن اعتقالات ومداهمات "قسد" طاولت منازل في قرية الطكيحي وأخرى في قرية الحوايج، التي شهدت مظاهرات واحتجاجات أدت إلى صدامات بين قسد وأهالي القرية.

 من جهتها، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أن شباناً من بلدات الطيانة وذيبان والحوايج قاموا، فجر اليوم، بقطع الطرقات الرئيسية في بلداتهم بالحجارة والإطارات المشتعلة، فيما استقدمت "قسد" تعزيزات إضافية إلى المنطقة، وشنت مداهمات في بلدتي الحوايج وذيبان، واختطفت عدداً من المدنيين، حيث جرت مواجهات مسلحة بين "قسد" ومسلحين مجهولين بالقرب من الشارع العام والمدرسة الثانوية ودوار ناحية بلدة ذيبان.

 وحسب الوكالة، فإن قوات "قسد" تواصل لليوم الثالث التمركز على مداخل ومخارج مدن وبلدات ذيبان والشحيل والحوايج، وفرض حظر التجول، بما في ذلك منع أداء صلاة الجمعة في مسجدي الروضة والتقوى في مدينة الشحيل، بعد ما قامت باتخاذهما مقرات لها.

قوات "قسد" تواصل لليوم الثالث التمركز على مداخل ومخارج مدن وبلدات ذيبان والشحيل والحوايج وفرض حظر التجول

غير أن شبكة "فرات بوست" المحلية ذكرت أن "قسد" رفعت حالة حظر التجول، صباح اليوم، في مدينة الشحيل، باستثناء الدراجات النارية، وسط انتشار أمني كثيف لحواجزها وعودة الحياة بشكل جزئي إلى المدينة.

وفي إطار جهودها لتهدئة التوترات، عقدت "قسد" اجتماعا موسعا مع وجهاء وشيوخ العشائر العربية في قرية المو حسن بمنطقة البوكمال شرق مدينة دير الزور، بمشاركة مندوبين من التحالف الدولي.

وذكرت وكالة "هاوار" التابعة للإدارة الذاتية أنه حضر الاجتماع أكثر من 17 من وجهاء وشيوخ العشائر في منطقة البوكمال، برئاسة رئيس مجلس العشائر في المنطقة وشيخ عشيرة الشعيطات ناصر طرام الخلف، وقائد قوات "قسد" في منطقة دير الزور روني محمد، وعدد من أعضاء مجلس المنطقة العسكري، وفريق من الشؤون المدنية في التحالف الدولي.

وخلال الاجتماع، قال قائد قوات "قسد" في منطقة دير الزور روني محمد إن "ما شهده الريف الشرقي لمدينة دير الزور من محاولات وعمليات اغتيال شخصيات عشائرية ومجتمعية كان هدفه تأليب الشارع على قواتنا العسكرية".

ووجّه الاتهام لبعض الجهات بالمسؤولية عن الاغتيالات قائلا: "هناك محاولات من النظام السوري، وأيضًا من داعش وتركيا، جميعها تحاول إيقاد نار الفتنة، لذلك ارتأينا ضرورة تكثيف الحواجز والدوريات العسكرية في المنطقة، وإطلاق عملية عسكرية تستهدف المسلحين المتسللين إلى المنطقة، ومنع العبور بين الضفتين إلا من خلال المعابر الرئيسية".

وطالب وجهاء وشيوخ العشائر بتوعية أهالي المنطقة "إلى ما يحاك ضدهم، وإبعادهم عن الفتن التي تسعى إليها قوات الحكومة السورية ومخابراتها في المنطقة"، حسب قوله.

 وحسب الوكالة، فقد أيد وجهاء وشيوخ العشائر العربية "الخطة الأمنية التي تتحرك ضمنها قسد في محاربة المسلحين، وكل من يحاول إثارة الفتنة، ويخل بالأمن"، فيما أكد فريق التحالف الدولي على دعم التحالف لـ"قسد" في محاربة "داعش" وملاحقة الخلايا في المنطقة، وبأنه يعمل بكل ما في وسعه لدعم المنطقة، عبر المنظمات المتعاملة معها.