"فيسبوك" يشكّل الحكومة التونسية

"فيسبوك" يشكّل الحكومة التونسية

08 يناير 2015
(Getty)
+ الخط -

لا حديث على صفحات "فيسبوك" التونسيّة إلا عن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الحبيب الصيد، رئيس الوزراء المكلّف من قبل حزب الأغلبية في مجلس نواب الشعب التونسي. فأغلب الصفحات تقدم تصورات لتشكيلة هذه الحكومة والأسماء المقترحة لتولي الحقائب الوزارية.

والحديث يكثر عن الأحزاب التى ستتكون منها هذه الحكومة المنتظرة، لكن الخبر الفيسبوكي الذي حظي بأكبر قدر من التعليقات، هو خبر تمكين رئيس الحكومة المقترح من قبل حزب
"نداء تونس"، حركة "النهضة" من خمس حقائب وزارية فى حكومته المرتقبة.

وأثار الخبر موجةً من التعليقات الساخرة حول التقارب العجيب والغريب بين الحركتين (النداء والنهضة) وتخلي النداء عن حليفه السابق، الجبهة الشعبية، رغم ما بذلته الجبهة من جهود من أجل الوقوف ضدّ الرئيس السابق المنصف المرزوقي، نصرة للرئيس الحالي الباجي قايد السبسي. وجعل هذا الخبر أنصار المرزوقي يسخرون من أنصار الجبهة الذين اعتبروهم "وقعوا في فخ حزب النداء، بتحالف هذا الأخير المزعوم مع حركة النهضة (حزب ذي توجه إسلامي) العدو السياسي للجبهة الشعبية (ائتلاف يساري قومي)".

كما أثار الخبر حفيظة بعض "الجبهويين"، وصبوا جام غضبهم على قيادتهم التي بنظرهم "لم تحسن قراءة الواقع السياسي التونسي، وسقطت في فخّ النداء، بدعوتهم أنصارهم في الانتخابات الرئاسية إلى قطع الطريق على المرزوقي".

هذا الجدل الفيسبوكي جعل القيادية في حزب "نداء تونس" والنائب في مجلس نواب الشعب، بشرى بلحاج حميدة، تكذّب خبر منح حزب النداء خمس حقائب وزارية لحزب حركة النهضة فى الحكومة المقبلة. واتّهمت من يروّج هذا الخبر بالعمل على نشر البلبلة في الشعب التونسي. مؤكّدة أن "فيسبوك" قام بدور محوري في نجاح الثورة التونسية، لكنّه تحوّل في الفترة الأخيرة إلى مصدر لنشر الشائعات التي من شأنها أن تعكر الجو العام الذي يسود داخل حزب نداء تونس.

ويبدو أن "فيسبوك" وما ينشر فيه أصبح هاجس التونسيين، ومجالا للردّ والتكذيب من قبل السياسيين، وهو ما يبرز الدور الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية عموماً، و"فيسبوك" خصوصاً، في الحياة العامة في تونس، خاصة أن الحدود الفاصلة بين الخبر والإشاعة باتت ضبابية، في واقع سياسي يتميز بصراعات حزبية حادة بين مختلف الأطياف السياسية.

المساهمون