"فورين أفيرز": العالم أصبح مخيفاً جراء سباق التسلح النووي

"فورين أفيرز": العالم أصبح مخيفاً جراء سباق التسلح النووي الذي يتبناه ترامب

04 فبراير 2018
نشطاء ينتقدون التسابق نحو التسلح النووي (ادم بيري/ Getty)
+ الخط -



تزامنا مع كشف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن سياستها في مجال الأسلحة النووية، انتقد مقال لمجلة "فورين أفيرز" سباق التسلح النووي الذي يهدد بإدخال العالم في نفق مجهول قد تكون له عواقب كارثية، داعيا إدارة دونالد ترامب إلى مراجعة مواقفها في هذا الصدد.

واعتبر المقال أنه مثل ترامب، ترى الوثيقة التي أعدتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بخصوص الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في المجال النووي، العالم من منظور سوداوي ومحفوف بالتهديدات، مضيفاً أنها تعتبر أن الأعداء المحتملين للولايات المتحدة، مثل الصين، وكوريا الشمالية، وروسيا يطورون بشكل متسارع قدراتهم النووية ويتقدمون على أميركا جراء ذلك.

وأشار المقال إلى أنه بدل قيام واشنطن بوضع مخطط للحد من هذا الانزلاق نحو عالم أكثر خطورة والعمل على تقليص الاعتماد على الأسلحة النووية، تسرع المراجعة الشاملة للسياسة النووية الأميركية السباق نحو التسلح النووي، وذلك من خلال قبولها بالمنطق نفسه الذي يتبناه أعداء الولايات المتحدة الأميركية، ودخولها بشكل واضح في غمار التنافس النووي.

ولم يتأخر المقال في توجيه سهام النقد للمراجعة الشاملة، حيث رأى أنها تقوم على الفكرة الأساسية التي تقول إنه يتعين على الولايات المتحدة توسيع نطاق اعتمادها على الأسلحة النووية، وذلك لحماية أراضيها وأراضي حلفائها، ما يمثل حسب المقال انقلابا تاما على جهود إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، لتقليص الاعتماد على السلاح النووي.

وأضاف المقال أن المراجعة الشاملة لا تقترح فحسب تعويض الترسانة النووية التي تقادمت بفعل الزمن، بل أيضا تزويدها بصاروخين جديدين، وتضيف أيضاً ظروفا جديدة يمكن خلالها للولايات المتحدة اعتبار خيار استخدام الأسلحة النووية، بما في ذلك تعاملها مع "هجمات استراتيجية غير نووية" ضد البنيات التحتية.

وتابع مقال "فورين أفيرز" أن المراجعة الشاملة تضم طيفاً واسعاً من الإجراءات التي يمكن أن تدخل العالم في المستقبل في سباق تسلح نووي؛ كتعزيز القدرات على إنتاج كميات جديدة من البلوتونيوم في حال اضطرار الولايات المتحدة إلى رفع ترسانتها بشكل كبير، وتدريب القوات العسكرية النظامية على خوض الحروب مع نظيرتها المدربة على استخدام السلاح النووي، وتحسين درجة تأهب الصواريخ النووية الأميركية الموجودة بأوروبا، وكذا انعدام جديد للثقة في الإجراءات المتوافق عليها بشأن الحد من انتشار الأسلحة.

وحسب المقال فإن المراجعة الشاملة للسياسة النووية الأميركية تجسد رؤية متقادمة في الزمن ومبسطة حول كيفية ردع التهديدات التي قد تواجهها الولايات المتحدة، وتقوم على أساس أن الأسلحة النووية توفر آليات للردع لا يوجد نظير لها.


إلا أن المقال أوضح أن الخبراء في التخطيط العسكري لديهم فهم أكثر تطورا وأكثر دقة بشأن آليات الردع، وفي وسعهم استخدام استراتيجيات عديدة لوضع الآلية الملائمة في التعامل مع كل تهديد بفعالية. وأضاف المقال أن لجوء أميركا للسلاح النووي لمجابهة أي هجمة تكون محدودة قد تشنها روسيا أو كوريا الشمالية لن ينظر إليه على أنه آلية الردع المناسبة وسيلاقي انتقادات شديدة.

واعتبر المقال أن المراجعة الشاملة التي أقدمت عليها الإدارة الأميركية بدل قيامها بالعمل على تقليص المخاطر النووية، تجسد حاليا المنطق نفسه لأعداء الولايات المتحدة، وتنساق وراءهم بسهولة نحو عالم أشد خطورة.

المساهمون