Skip to main content
"فنّي رغماً عني"... التونسيون يواجهون "داعش" بالفنّ والسخرية
خباب عبد المقصود ــ تونس

أقامت جمعية "فني رغما عني" أمس الخميس، أولى فعالياتها الفنية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بعنوان "مواجهة مع داعش" في أحد المقاهي في العاصمة التونسية. وترتكز المبادرة على تدشين فعاليات ثقافية وفنية ساخرة حول الفكر الداعشي.

ويقول القائمون على المبادرة، إنها بداية لمجموعة من التظاهرات الفنية والثقافية، الهدف منها التصدي للأفكار الظلامية التي تنخر في جسد الوطن العربي من تونس إلى سورية. وبحسب المنظّمين، فهي مناسبة لإظهار أن الشباب التونسي ليس "داعشياً" كما يحاول البعض تصويره.

وفي هذا السياق، يقول سيف الجلاسي، رئيس جمعية "فني رغماً عني"، إن فعالية "في مواجهة داعش" جاءت بمشاركة 15 فنانا تونسيا مقسّمين على ثلاث مجموعات، لتقديم عروض يصوّت عليها الجمهور، والمجموعة صاحبة أكثر تصويت تكون هي الفائزة بجائزة تقديرية من الجمعية. ويضيف "منذ بداية عمل الجمعية اعتمدنا سياسة إيجاد الفضاءات المختلفة لنشر الفن من خلال المقاهي والشوارع، ونحن مستمرون في عملنا هذا رغم وجود مضايقات، بعضها غياب أي اعتراف بفن الشارع".

شارك في الفعالية، الموسيقي والتشكيلي ياسر جرادي، الذي اعتبر هذا النشاط امتداداً للعديد من التظاهرات الفنية التي تمتد من جنوب تونس إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها، واصفاً إياها بأنها فعاليات مهمة لانفتاح الشباب اليافع على ثقافة جديدة "ستؤتي ثمارها خلال السنوات المقبلة في مواجهة فكر ظلامي يستشري في جسد الوطن".

وأضاف جرادي أن آمال الشباب خابت قليلاً بعد الثورة التونسية "والمقاومة بالفن هي إحدى الطرق القوية، لمواجهة كلّ من الأفكار المتطرفة والحكومات التي لم تتغير تقريبا وكأن الثورة لم تقم"، واصفاً ما حدث عام 2011 بالتاحراك الثوري الذي لا بد له أن يستمر".

أما الشاعرة نيران طرابلسي، فتقول إنها شاركت في الفعالية لأنها مؤمنة أنه لا يمكن السكوت عن أفعال "داعش"، و"الفن هو الوسيلة الوحيدة لمقاومة هذا التطرف".

يذكر أن "فني رغماً عني" هي مبادرة شبابية تشكلت من خلال مجموعة من الشباب المهمش في مختلف الفنون من غناء، ورسم، وكتابة على الجدران، وتدوين، ورقص، ومسرح، واستعراض. واختارت هذه المجموعة لنفسها منهجاً لتحرير الطاقات الشابة والمكبلة، والابتعاد عن الأطر التنظيمية الكلاسكية وتجاوزها نحو أفق أرحب، يغير من طبيعة الفعل الثقافي، ما يجعل من الفنّ فعلاً للجميع وليس للنخبة فقط.