"فجر السينمائي": شبح المقاطعة يخيّم على المهرجان الإيراني

"فجر السينمائي": شبح المقاطعة يخيّم على المهرجان الإيراني

04 فبراير 2020
مجيد مجيدي بفيلمه "خورشيد" (Getty)
+ الخط -

بدأ مهرجان فجر السينمائي في إيران فعالياته السبت الماضي، 1 فبراير/ شباط، بدورته الثامنة والثلاثين، في ظروف مختلفة عن سابقاتها، هذا العام، نتيجة حدثين غير فنيين ألقيا بظلالهما عليه، هما: حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية، في 8 يناير/ كانون الثاني، بصاروخ إيراني "عن طريق الخطأ"، والسيول الجارفة التي ضربت محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، قبل أيام، وشرّدت الآلاف من الأسر الإيرانية.

وتضامنا مع أسر ضحايا الطائرة والأسر المنكوبة بالسيول، ألغى القائمون على المهرجان حفل الافتتاح، الذي كان من المقرر أن ينعقد السبت الماضي، ليبدأ المهرجان بعرض الأفلام، اعتبارًا من الأحد. كما قرر منظمو الافتتاح تخصيص تكاليف الحفل لأهالي المحافظة المنكوبة، بالإضافة إلى مساعدات وتبرعات للفنانين الإيرانيين، بالتزامن مع إطلاق المهرجان.

إلا أن التأثير الذي تركه إسقاط الطائرة على مهرجان فجر السينمائي، لم يقتصر على مسألة التضامن مع الضحايا فحسب، بل كانت له ارتدادات واسعة في الوسط الفني الإيراني الذي احتج على تأخر السلطات الإيرانية المعنية في إعلان مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة بصاروخ لثلاثة أيام، بانسحاب عدة فنانين إيرانيين من المهرجان، قبل تنظيمه، خلال الأسبوعين الماضيين. لكن هذا الموقف لم يلق قبولاً عند فنانين آخرين، أمثال الممثل شهاب حسيني، الذي انتقد الخطوة، معتبرا أنها ليست الوسيلة الصحيحة للاحتجاج، لكنه تعرّض لانتقادات حادة من المقاطعين.

مهرجان فجر السينمائي هو أبرز حدث فني في إيران منذ عام 1983، يتخلل احتفالات الذكرى السنوية للثورة الإسلامية في إيران، لمدة عشرة أيام، من 1 حتّى 11 شباط/ فبراير.

ويتنافس هذا العام 52 فيلماً في أقسام المهرجان الأربعة: 22 فيلماً في فئة "سوداي سيمرغ"، وهو القسم الرئيسي، و10 في "الرؤية الحديثة" (تتنافس فيه أوائل أعمال المخرجين الإيرانيين الجدد) و10 أفلام وثائقيَّة و10 أفلام قصيرة. وتُعرض أفلام الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان في 17 صالة سينمائية في طهران، بالتزامن مع عرضها في 54 داراً سينمائية بالمحافظات الإيرانية الـ31.

ومن الصعب من الآن تسمية أبرز الأفلام المشاركة من بين 52 فيلماً، لم تُعرض كلها بعد، إلا أن أوساطاً فنية تتوقع أن يتألق فيلم "شجرة الجوز"، للمخرج محمد حسين مهدويان، في هذه الدورة. ويتناول الفيلم قصة حب حقيقية شهدتها مدينة سردشت الكردية في إيران، إبان قصفها كيمياوياً خلال الحرب الإيرانية العراقية. ويلعب مهران مديري وبيمان معادي أدواراً مهمة فيه، وهما ممثلان شهيران بإيران.

وفيما من المبكر إصدار أحكام مسبقة على أفلام هذه الدورة قبل إعلان النتائج، إلا أن مشاركة قامات سينمائية كبيرة من المخرجين والممثلين فيها رغم مقاطعة آخرين، تشي بمنافسة قوية بين المشاركين. ومن أبرز المخرجين المشاركين في هذه الدورة، المخرج الإيراني الشهير مجيد مجيدي، الفائز بأربع جوائز من المهرجان والتي تسمّى بـ"العنقاء البلورية"، في الدورات السابقة. ويشارك مجيدي بفيلمه السينمائي العاشر بعنوان "الشمس" (خورشيد) في المهرجان. كما أن المخرج إبراهيم حاتمي كيا، الفائز بخمس جوائز "العنقاء البلورية"، يشارك هذه المرة بفيلم "الخروج". وحاتمي كيا معروفٌ بميوله المحافظة، وذلك لإنتاجه أفلاماً حظيت باستقبال المحافظين.

أما المخرج المعروف مسعود كيميايي، الذي كان أول من قاطع المهرجان بسبب حادث الطائرة الأوكرانية المنكوبة، وتبعه فنانون آخرون، فيشارك فيلمه "سال الدم" في المهرجان، رغم دعوته لعدم عرضه فيه، إلا أن المنتج كان له رأي آخر، داعياً لجنة التحكيم إلى إخراج الفيلم من التحكيم في فئة "أفضل المخرجين" فقط، وإخضاعه للتحكيم في بقية الفئات.

وإلى جانب المخرجين الرجال، تشارك فقط مخرجة واحدة في التنافس على الفوز بلقب أفضل مخرج، هي الممثلة الشهيرة نكي كريمي، من خلال فيلمها السينمائي "آتاباي"، الأمر الذي أثار تساؤلات لدى البعض عن عدم حضور مخرجات أخريات، وهو ما عزاه رئيس المهرجان، إبراهيم داروغه زاده، إلى مشاركة ضعيفة للمخرجات في هذه الدورة، نافياً تصرف لجنة اختيار الأفلام في انتقائها من منطلقات غير فنية معارضة للنسوية، وقال إن الأفلام تختار وفق معايير فنية.

إلى ذلك، يشارك سهيل بيرقي (33 عاماً)، كأصغر مخرج إيراني سنا في المهرجان بفيلم "المحبذ عند العموم".
أما أبرز الممثلين الإيرانيين المشاركين في هذه الدورة من مهرجان فجر السينمائي، فهم فرامرز قريبيان الحائز على 3 جوائز "العنقاء البلورية" في الدورات السابقة، وفجواد عزتي من خلال لعبه أدواراً مختلفة في 5 أفلام تشارك في المهرجان، إضافة إلى مهران مديري وبيمان معادي.

وتعمل لجنة تحكيم المهرجان على مدى عشرة أيام على مشاهدة كافة الأفلام لاختيار الأفضل في عشرين فئة، أهمها: أفضل فيلم ومخرج وسيناريو وممثل وممثلة. كما أن المشاهدين الإيرانيين خلال الفترة نفسها، سيشاركون في عملية تصويت لاختيار أفضل فيلم. ومن المقرر أن يعلن عن النتائج يوم ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أي في الحادي عشر من الشهر الجاري.

دلالات

المساهمون