"غاندي الصغير": سورية 2011

"غاندي الصغير": سورية 2011

08 يناير 2016
(من الفيلم)
+ الخط -

لعلّ قصّة غيّاث مطر تختصر بدايات الثورة السورية والطريقة التي وُوجهت بها؛ فالناشط السوري الذي ردّ على العنف وإطلاق النار بتوزيع الورود وزجاجات المياه على جنود النظام للتأكيد على سلمية الثورة، قُتل تعذيبًا في العاشر من أيلول/ سبتمبر 2011.

يتّخذ المخرج السوري سام قاضي من هذه القصّة، التي حدثت في مدينة داريّا في ريف دمشق، محوراً لأحداث فيلمه الوثائقي "غاندي الصغير" الذي يُعرض غداً في "مسرح الدراما" في "الحي الثقافي كتارا" في الدوحة، مستعرضاً صوراً وشهادات تسلّط الضوء على آمال وآلام الناشطين السوريين في بداية حراكهم قبل خمس سنوت، والأسباب التي دفعت به إلى التسلّح، بعد أن بدأ سلمياً.

استعان قاضي، الذي يُقيم في أميركا، بطاقم فني أميركي لإعداد الفيلم وإنتاجه، مستلهماً عنوانه من لقب أطلقته الصحافة الأميركية على مطر الذي لاقى مقتله صدى كبيراً على الصعيدين المحلّي والدولي.

يبدو الفيلمُ بالأساس توثيقاً لخمس سنوات من عمر الثورة السورية، وأيضاً تذكيراً ببداياتها السلمية التي أخذت تغيب عن الأذهان بسبب ما عرفته من مآلات. يؤكّد المخرج أن رسالة الفيلم تتمثّل في التأكيد بأن "شباب الثورة مثقّفون وواعون وليسوا إرهابيين".

من هنا، جاء اختيار مطر بطلاً للعمل، إذ تحمل حياته ومقتله جانباً رمزياً يؤكّد بأن الحراك بدأ سلمياً، لكن الشباب دُفعوا إلى التسلّح جاء منطلق الدفاع عن أنفسهم، بعد أو وُوجهت ثورتهم بالقتل والقمع.



اقرأ أيضاً: الثقافة السورية في لجوئها: القوارب وحدها لا تستطيع العودة

المساهمون