"عيدنا من غيرهم ما يكملش".. عيد مصر "المعتقلين"

17 يوليو 2015
عشرات الآلاف من المصريين عيدهم في السجون (العربي الجديد)
+ الخط -
"عيدنا من غيرهم ما يكملش"، شعار اتخذته مجموعة من الشباب لتذكير المصريين بعشرات الآلاف من المعتقلين في السجون المصرية، من خلال توزيع كعك العيد على المنازل، أو تدشين حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو رسائل تهنئة تحمل أسماء المعتقلين.

المبادرة نفّذها بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية، عدد من أهالي وأصدقاء المعتقلين، والذين وزّعوا على عدد من المنازل والبيوت في عدة مناطق سكنية، أطباق كعك العيد تحمل رسالة "عيدنا من غيرهم ما يكملش" وبعض من أسماء المعتقلين.

حملة مشابهة، تستهدف التذكير بقضية الشباب المعتقلين على خلفية قضايا سياسية، دشنها عدد من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان "يلا نكمل لمتنا" في محاكاة لإعلانات واحدة من أكبر شركات المياة الغازية في العالم.

الحملة اعتمدت على نشر صور المعتقلين السياسيين، مع شعار الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة خلال الأيام الماضية، في محاولة للتذكير بقضية المعتقلين السياسيين في مصر، المنسيين في خضم الأحداث والأجواء الرمضانية ومن خلفها العيد.







"حكايات وقصص كتيرة لجدعان وجدعات مش موجودين وسط حبايبهم ورفاقهم الآن، والسبب أن الظلم سارق منهم فرحتهم.. الآلاف داخل السجون والتهمة حب الوطن والمبادئ.. ناس حلمهم في الحياة مبادئ وأهداف الثورة.. عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية.. آلاف نعرف حكاوي عنهم كثيرة، وغيرهم آلاف لا نعرف حتى أسماءهم.. لم يبق لنا سوى أن نتذكرهم ونذكر أنفسنا بهم.. انشروا قصصهم وصورهم بين أصدقائكم وأهاليكم.. فعيدنا فرحة وعيدهم في السجن".. كان ذلك جزء من رسالة أحد شباب حملة "يلا نكمل لمتنا" التي دعا من خلالها إلى التفاعل مع الحملة.

وسم #الحرية للمعتقلين، تداوله عدد كبير من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، طوال الفترة الماضية، وقالت حركة شباب 6 إبريل في تدوينة في حسابها الرسمي "عيد الفطر سيكون عيد القهر لأسر عشرات الآلاف من المظلومين المعتقلين في سجون الظلم".

وكتب المحامي الحقوقي ومدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد، على حسابه الخاص على موقع "فيسبوك"، في تهنئته للمعتقلين بالعيد "يا دومة، علاء، يارا، سناء، عادل، عمر الحاذق، لؤي، ماهينور، ماهر، عادل، شوكان، صهيب، إسراء، نوبي، حسين، وكل زملائكم في الزنازين.. عيدكم حرية وكل سنة وإنتو شجعان وأبطال وفي قلوبنا".

اقرأ أيضاً: قضبان مصر تُحاصر كعك العيد

تقارير حقوقية شتى، نددت وما زالت تندّد بأوضاع السجون المصرية المذرية، منها تقرير صدر مؤخراً عن المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية؛ منظمة مجتمع مدني مصرية، أكد أن العامين الماضيين شهدا تحولاً كبيراً في أعداد الوفيات داخل مراكز الاحتجاز المختلفة، من ناحية أعداد المتوفين وحالات التعذيب حتى الموت.

وأوضح التقرير أن سلطات الأمن المصرية انتهجت سياسة ممنهجة، في ما يخص حالات الاعتقال التعسفي بحق المعارضين للنظام العسكري في مصر، بشكل غير مسبوق في التاريخ المصري الحديث منذ أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013 وحتى وقتنا الحالي.

و"قد أدّت هذه السياسة الممنهجة في الاعتقال، إلى إيداع أعداد غفيرة من المعتقلين داخل أماكن الاحتجاز المختلفة، والتي أصبحت لا تتسع بسبب أعداد المعتقلين وانتهاج الاعتقال كوسيلة مهمة، من وسائل قمع المعارضين للنظام العسكري في مصر" بحسب التقرير.

"ومع تزايد أعداد المعتقلين وانعدام أي نوع من أنواع الرعاية الصحية، أصبحت السجون ومراكز التوقيف والتحقيق والاعتقال مكاناً للقتل الروحي والنفسي للمعتقلين" بحسب التقرير.

اقرأ أيضاً: عائلات مصرية تُمضي العيد بين زيارة القبور والمعتقلات

وأكدت وحدة الرصد والتوثيق أن السجون وأماكن الاعتقال تحولت إلى إلي مراكز لتصفية الإنسان جسدياً ومعنوياً بشكلٍ تدريجي، "فقد أراد النظام العسكري في مصر أن يتحول المعتقلين المعارضين للنظام العسكري في السجن، إلى حطام كائنات لا تمت للبشرية بأي صلة، كائنات مفرّغة من كلّ محتوى إنساني وتشكّل عبئاً على نفسها وعلى شعبها"، بحسب التقرير.

كذلك، أشارت وحدة الرصد والتوثيق في المرصد المصري للحقوق والحريات، إلى أنها تقدمت بهذا التقرير وما به من معلومات لتضرب جرس إنذار من هذه الجريمة البشعة، وهذا التساقط غير الطبيعي لأعداد المعتقلين أو المحتجزين بداخل أماكن الاحتجاز المختلفة.

اقرأ أيضا: 10 أيام تعذيب لشاب مصري معتقل