"عن العشاق": عودة إلى قواعد ابن حزم الأندلسي

"عن العشاق": عودة إلى قواعد ابن حزم الأندلسي

04 سبتمبر 2020
(من العرض)
+ الخط -

في عام 2013، عرض المخرج المصري هاني عفيفي مسرحيته "عن العشاق" لأول التي اقتبس موضوعها عن كتاب "طوق الحمامة في الألفة والألّاف" لـ ابن حزم الأندلسي، وقدّمها على مدار موسمين متتالين قبل أن يعود إليها ثانية هذا العام في سلسلة عروض جديدة.

على خشبة مسرح قصر الأمير طاز في القاهرة، عُرضت المسرحية عند الثامنة من مساء أمس الخميس، وستتواصل عروضها يومياً في الموعد نفسه حتى التاسع من الشهر الجاري، وتضمّن مُختارات من أغُنيات أم كلثوم وارتجالات حٌرة لعازفي فرقة "بيت العود العربي".

يعود عفيفي إلى الكتاب الشهير الذي ألّفه الفيلسوف الأندلسي (994 – 1064 م) واحتوى حديثه عن المحبة في وجوهها المتعدّدة، منها محبة القرابة، ومحبة الألفة، ومحبة المصاحبة، ومحبة البر، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين لسرّ يجتمعان عليه لستره، ومحبة بلوغ اللذة، ومحبة العشق، وأفضلها محبة المتحابين في الله.

تستكشف المسرحية تصورات مهمة حول ماهية الحب

العمل الذي أنتجه صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع "استوديو مسرح"، يشارك في أداء شخصياته كلّ من الممثلين: حمزة العيلي في دور ابن حزم، وأميرة عبد الرحمن، وأحمد زكريا، وسارة هويدي، إلى جانب تمثيل وعزف وغناء ماهر محمود إسماعيل، ورقص أدائي للفنانة إيمان لطفي، وغناء نجوى حمدي، والعازفين فادي عادل (عود)، وشريف صبحي (عود)، ومحمد صلاح (تشيللو)، وضياء الدين حسن (قانون)، ودراماتورج كريم عرفة

تتلخص فلسفة العرض الرئيسية فى الدعوة إلى الحب باعتباره من صميم وجوهر العقيدة الإسلامية، والذي تحدّث عنه أحد أئمة الأندلس الإمام ابن حزم بكلّ هذا الجلال والتقديس والتفصيل عن الحب وأحوال العشاق، حيث يقول "إذ القلوب بيد الله يؤلفها حيث يشاء". 

تستكشف المسرحية تصورات مهمة حول ماهية الحب التي لا حرية فيها للإنسان في الاختيار، كما يقول صاحب كتاب "المرطار في اللهو والدعابة" حيث القلوب بيد موليها الذي هو الله، وأن الحب هو اتصال بين أجزاء النغوس المقسّمة، وسرّ التمازج والتباين فيها هو إنما هو الاتصال والانفصال حيث النفس هي علّة الحب وليس الجسد، ويصفها في أبياته هذه: ودادي لك الباقي على حسب كونه/ تناهى فلم ينقص بشيء ولم يزد/ وليست له غير الإرادة علة/ ولا سبب حاشاه يعلمه أحد/ إذا ما وجدنا الشيء علة نفسه/ فذاك وجود ليس يفنى على الأبد/ وإما وجدناه لشيء خلافه/ فإعدامه في عدمنا ماله وجد.

المساهمون