Skip to main content
"علماء المسلمين" في رسالة للغرب:لا للإساءة للرسول
أنور الخطيب ــ الدوحة
تعتزم "شارلي إيبدو" نشر رسم تصويري للرسول (أونور أسطا/الأناضول)
حذّر "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" من تكرار نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومن "مغبة التمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام بحجة القيم والحرية".

وطالب الأمين العام للاتحاد، علي القرة داغي، في رسالة مفتوحة وجهها لمن وصفهم "عقلاء الغرب ومفكريه وقادته"، بـ "عدم رد الفعل على جرائم المتطرفين بالاعتداء على مقام رسولنا الكريم من خلال نشر الرسوم المسيئة ونحوها"، داعياً إلى القضاء على أسباب الإرهاب والتركيز على الحل الفكري والثقافي لهذه الظاهرة.

ودعا داغي، إلى "حوار دون شروط ولا اتهامات، والوصول إلى ميثاق شرف للتعايش السلمي، يرفع إلى القادة السياسيين من الغرب والشرق لتطبيقه".

وكان "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" قد ندّد بجريمة الاعتداء على صحيفة" شارلي إيبدو"، الأسبوع الماضي، مؤكّداً أنّها "جريمة حَرّمتها الشرائع السماوية، وبخاصة الإسلام الذي جعل قتل نفس واحدة بريئة بمثابة قتل الناس جميعاً".

وقال الأمين العام لـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، في رسالته، إنّ "قيم الحرية ليست خاصة بالغرب، بل هي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وقد قدّسها الإسلام، فمنع مسها حتى لأجل الدين"، موضحاً أنّه "ليس من الحكمة أن تتخذ قيم الحرية وسيلة للهجوم على الرسول محمد".

واعتبر داغي أنّ "قيام مجموعة من الصحف، ووسائل الإعلام، بإعادة نشر الرسوم المسيئة والأفلام السيئة حول الرسول صلى الله عليه وسلم، والهجوم على الإسلام، أو المسلمين، ليس من العقل ولا المنطق، ولا الحكمة".

وأضاف أنّه "إذا اتفقنا بأن هؤلاء المتطرفين (وهم قلة) لا يمثلون الإسلام والمسلمين، وأنهم يقتلون من المسلمين أكثر من غيرهم، إذن كيف يرد على تصرف هؤلاء المتطرفين بتصرفات ليست ضدهم، بل ضد رسول يؤمن به حوالى ملياري نسمة".

وتعتزم صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية نشر رسم تصويري للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، يحمل شارة كُتب عليها عبارة "أنا شارلي" تحت عنوان يقول باللغة الفرنسية "الكل يُغفر له"، في عددها الذي ستصدره غداً، الأربعاء، والتي قالت إنها ستطرح منه ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة، مقارنةً بنحو 60 ألف نسخة في المعتاد.

وفي هذا السياق، اعتبر الأمين العام للاتحاد أن مثل هذه التصرفات التي وصفها بـ"الرعناء" تساعد المتطرفين، وتعطيهم المصداقية بأن الغرب أو غير المسلمين هم ضد الإسلام ورسوله، وضد المسلمين".

وقُتل 17 شخصاً بينهم صحافيون ورجال شرطة خلال ثلاثة أيام منذ السابع من يناير/كانون الثاني، عندما اقتحم مسلّحان مقر الصحيفة في باريس خلال اجتماع اعتيادي لمجلس التحرير، وقتلا خمسة من أبرز رسامي الكاريكاتير فيها.