"عصر الأسئلة": تحولات القرن التاسع عشر

"عصر الأسئلة": تحولات القرن التاسع عشر

27 اغسطس 2020
جاكسون بولوك/ الولايات المتحدة
+ الخط -

شهدت القارة الأوروبية في أربعينيات القرن التاسع عشر سلسلة من الثورات في عدد من بلدانها بهدف القضاء على الهياكل الإقطاعية القديمة، والمضي قدماً نحو دول وطنية حديثة مستقلة تؤمن بالمساواة بين أبنائها وتوسع قاعدة مشاركتهم في السلطة التي كانت محتكرة من قبل مجموعة من العائلات.

ترافق مع ذلك الحراك ظهور العديد من المفكرين والفلاسفة الذين قدّموا خلاصة تنظيراتهم حول الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والأخلاق، ما ساهم في إحداث إصلاحات سياسية جذرية لاحقاً قادت إلى تأسيس أنظمة برلمانية وإخضاع مؤسسات الدولة للرقابة والمساءلة.

"عصر الاسئلة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة برنستون" لأستاذة التاريخ الحديث هولي كيز، والتي تعود فيه إلى بدايات القرن التاسع عشر، حين بدأ عصر جديد طُرحت خلاله المسألة الشرقية والأسئة التي تتعلّق بالعبودية والعمال والمجتمع والمرأة والأمة والهوية وغيرها.

غلاف الكتاب

 

تلفت المؤلّفة إلى مقاربات تلك الأسئلة تعدّدت على يد العديد من الكتّاب والفلاسفة والسياسيين مثل المؤرخ الفرنسي ألكسيس دي توكفيل (1805 – 1859)، ومواطنه الروائي والكاتب فيكتور هوغو (1802 – 1885)، والفيلسوف الألماني كارل ماركس (1818 – 1883)، والمنظّر الاجتماعي الأميركي فريدريك دوغلاس (1818 – 1895)، والروائي الروسي فيودور دوستويفسكي (1821 – 1881)، والمنظّرة البولندية روزا لوكسمبورغ (1871 – 1919)، وصولاً إلى ما قدّمه المستشار الألماني أدولف هتلر (1889 – 1945) من آراء نازية في محاولته الإجابة عن هذه التساؤلات.

تتبّع كيز كيف نشأ السؤال وتحوّلات الإجابة عليه والجدل الذي أُحيطت به على مدار أكثر من قرن منذ أوائل القرن التاسع عشر، والمسارات الفكرية الذي مضت إليه نحو نظريات ومقولات لا تزال إلى اليوم موضع درس وتفكير، كما تحاول تفسير الإثارة التي دارت حولها لأكثر من قرن، متساءلة إن كانت هذه الأسئلة قد اختفت أو أنه يعاد تدويرها وطرحها من جديد.

في هذا الكتاب تحليل لسبعة أسئلة رئيسية لفهم العصر الذي ولدت فيه، وكيف ساهم في تحرير العبيد والنساء وبناء الدولة الوطنية وصعود الهويات القومية في جميع أنحاء العالم، وصولاً إلى العولمة والدعوة إلى تفكيك الحدود.

المساهمون